@@@ حتى لو كبر الإنسان في عمره فإنه يظل في حاجة لأن يكون حاباً ومحبوباً، ليعرف قيمته في مجتمعه، وليبقى للحياة طعم وللأمل بريق!! فإحساس الطفل بالحب عند ولادته يشعره بالجو الآمن فتطمئن نفسه ويرتاح فكره، فينمو ويتطور بشكل طبيعي وسويّ. وحبنا للطفل لا يعني تلبية احتياجاته الجسمية والعقلية فقط، بل يعني إظهار المشاعر والعواطف الدالة عليه بالابتسامة العذبة والكلمة الحانية واللمسة الدافئة. @@@ ومن أهم مصادر الحب التي يأخذها الطفل من امه هي ضمها له اثناء الرضاعة ومسحها بيدها على رأسه وتربيتها على ظهره، فيشعر بالدفء والحنان، كما يسنح لها حينها بأن ترنو إليه بنظرات الحب والعطف فتزيد عاطفتها وحبها له. وتشتد حاجة الطفل للحب والعطف في بعض الظروف الخاصة، خصوصا وقت المرض والتعب، كما ان نظرات الحب التي يأخذها الطفل من امه تساعده على الخروج من بعض الانفعالات الشديدة كالغضب او الكآبة والضيق مثلاً. @@@ ومن المهم ان نعرف ان الطفل لا يدرك الحب إلا بدلائله وإشاراته الظاهرة، كملامح الوجه وتعابيره، والكلام معه بلغة لطيفة سهلة وحانية، وبنبرات الصوت الهادئة دون صراخ او رفع صوت او اللهجة المتوترة الآمرة دائما دون الاستماع للطرف الآخر! اوالتفهم له.. ويؤكد علماء النفس والتربية على أن إشعار الطفل بالحب من أفضل الطرق وأنجحها وأسرعها في تكميل وتعديل سلوكيات الأطفال وتهذيبها.. فعندما يحس الطفل بالحب يبذل كل طاقته ليسعد الطرف الذي يحبه وحتى لا يخسر حبه، وكلنا يشاهد هذا في حياتنا اليومية حيث ان الطفل يطبق تعليمات من يحب ويأتمر بأمره ويجاهد في سبيل إرضاء الطرف الذي يُظهر له الحب والاحترام . كما يؤكد التربويون على ان استخدام النصح المناسب والكلام القليل الهادئ المناسب والتشجيع بالمدح المعتدل وكل الطرق التي توحي بالحب تزيد ثقة الطفل بنفسه وتساعده على تعديل سلوكه مع الوقت. @@@ ويجب ان تكون السلوكيات الدالة على الحب والمواقف المؤيدة له واضحة للطفل، فلا يكفي ان ندعي امامه الحب بل لابد ان نبرهنه له سلوكياً وعملياً ولفظياً. ومن المهم ان يدرك الأهل ان للحب وظيفة تربوية مهمة، فهو ليس ترفاً او تسلية أو واجباً اجتماعياً أو مشروطاً (بأن يكون الطفل حسب مزاجنا وعلى ما نريد ونهوى) بل إنه حق من حقوق الطفل الطبيعية غير المشروطة. ولكن في المقابل لا يعني ان نترك الطفل على هواه وأن يفعل الخطأ دون توجيهه ثم نقول إننا نحبه!!! @@@ أخيراً خذوا عني بأن التنشئة التربوية في إطار الحب أجدى وأنجح وأسرع وأسهل وأرضى وأبقى في نفسية الطفل وعلاقاته الاجتماعية..