تجمع الالوف من الفلسطينيين الباكين أمام مقر ياسر عرفات في رام الله انتظارا لوصول جثمانه ليوارى التراب في المكان الذي ظل محاصرا بداخله لنحو عامين ونصف العام بعد أن فشل في الوصول الى القدس حيا أو ميتا،وعبر كثير من الفلسطينيين الذين اقتحم بعضهم الموقع الذي سيدفن فيه زعيمهم قبل أن تخرجهم الشرطة منه عن حزنهم الشديد لفقد الزعيم الذي ظل لعشرات السنين رمزا لقضيتهم وعن الغضب لعدم دفنه في القدس بعد أن رفضت اسرائيل ذلك، وقال أحد المشيعين ويدعى نافذ رشوان :شعوري اليوم ممتليء بالمرارة والأسى. ابو عمار كان الاخ والاب.. كان عملاق القضية الفلسطينية لكنه رحل عنا، وعن عدم دفن عرفات في القدس قال رشوان: هذا ظلم وانا اشعر بغضب كالبركان وان شاء الله يتحقق حلم القائد الراحل بدولة فلسطينية عاصمتها القدس وسننقل جثمانه الى هناك، وسيدفن عرفات في نعش من الاسمنت المسلح ليتسنى نقله الى القدس اذا أصبح هذا ممكنا،وتحول مقر عرفات المعروف باسم "المقاطعة" الى رمز للمقاومة بعد ان دمره تقريبا القصف الاسرائيلي المتكرر خلال حصار القوات الاسرائيلية الذي ظل مستمرا اكثر من عامين ونصف العام، وقال ثائر شريتح باكيا اليوم يوم الفاجعة.. رحل ابو عمار وتركنا وحدنا. اسرائيل دولة حاقدة ومنعها دفن عرفات قائدنا ورمزنا في القدس سيكلفها غاليا، وقالت نجاح احمد وهي تمسك بيد ولديها وتتشح بالسواد ابو عمار كان مثل ابي ولا استطيع ان اتخيل فلسطين من دون ابو عمار. رحل القائد ورحل الرمز. واضافت:سنعمل بوصيتك يا ابو عمار ولو كلفني ذلك ولدي. الناس يتوافدون على المقاطعة التي تمتليء بالاعلام الفلسطينية وكثير من الفلسطينيين يضعون الكوفية قائلين:سنضع الكوفية اليوم ليبقى الرمز فوق رؤوسنا وعلى اكتافنا، وقد غادرت طائرة هليكوبتر عسكرية مصرية تحمل جثمان عرفات مطار العريش في شمال شرق مصر في طريقها الى رام الله بعد أن أقيمت للزعيم الفلسطيني جنازة عسكرية في القاهرة حضرها العديد من زعماء العالم والشخصيات البارزة.