في دنيا الاعمال والتجارة هناك سباق محموم يدور بين رجال الاعمال والتجار في سبيل عقد اكبر الصفقات وتحقيق اعلى المكاسب, الكل يلهث, والكل لا يرضي سوى بالانتصار, بالطبع هذه هي سمة الحياة التجارية, تلك السمة التي ازدادت عمقا في عصر المنافسة المحمومة, حتى ان دخول هذا المجال اصبح حلما يراود الكثيرين, ولم لا ورسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - يقول (تسعة اعشار الرزق في التجارة). الواقع ان العمل التجاري هو احد الاعمدة الاساسية في طور النمو والتقدم ورفع مستوى المعيشة في المجتمع وحل مشكلاته. اذا هناك دور اجتماعي ينبغي ان تنهض به المؤسسات التجارية ممثلة في اصحابها, هذا الدور يحث عليه ديننا الحنيف (مثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير). واذا كانت هناك مؤسسات ورجال اعمال في دول لا تدين بالدين الاسلامي تعطي اهمية ملحوظة للمساهمة في العمل الاجتماعي وتقديم المساعدات للفئات ذات الحاجة في المجتمع, فأحرى بنا نحن في عالمنا الاسلامي ان نمارس هذا الدور بدرجة كبيرة من القناعة والرضا. في شهر رمضان الكريم تظل هناك فرصة سانحة لعقد صفقات من نوع خاص وطبيعة مختلفة عن سائر الصفقات التي يلهث وراءها اصحاب المؤسسات والتجار. الجميل في هذه الصفقة ان الجميع يستطيع ان يعقدها وفي وقت واحد, على خلاف الصفقات التجارية المعتادة التي لا يفوز بها الا طرف واحد ويخسر الطرف او الاطراف الاخرى. الجميل ايضا ان هذه الصفقات لا تتطلب اجراء دراسات جدوى او حساب للمكاسب والخسائر او توقعات لحالة السوق. الجميل ايضا ان هذه الصفقات لاتتطلب ضمانات بتنفيذ كل طرف ماهو مطلوب منه, هذه الصفقة لا تضع صاحبها في حالة من القلق والترقب انتظارا للنتائج المأمولة. انها صفقة تحمل اسم صدقة. شهر رمضان هو شهر الصفقات والصدقات. انها فرصة سانحة كي يعبر رجال الاعمال عن المعاني السامية للتكافل الاجتماعي والعطاء للآخرين. انها فرصة سانحة لاقتناص صفقة فريدة. *استاذ إدارة الاعمال والتسويق المساعد [email protected]