عقدت القيادات الأمنية بمحافظة ومطار القاهرة اجتماعا للتنسيق والإعداد لمراسم الجنازة التي ستقيمها مصر للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حال وفاته. شارك فى الاجتماع مدير الأمن والمباحث بمحافظة ومطار القاهرة وعدد من القيادات. وصرحت مصادر أمنية أنه من المقرر إجراء الجنازة في المطار فور وصول الجثمان من باريس على أن تكون بمراسم عسكرية ثم أداء الصلاة عليه وتقبل العزاء بالمطار من بعض الوفود التي من المقرر أن تصل إلى القاهرة لتقديم العزاء ثم يتم نقل الجثمان إلى الاردن ومنه إلى الضفة الغربية لدفنه هناك. كما استعدت أجهزة المطار لاستقبال الطائرات المتوقع أن تصل بوفود المعزين إلى القاهرة حيث تم تخصيص عدة مواقع للطائرات في أرض المهبط وتوفير الخدمات اللازمة لها. موافقة مصرية وكانت مصر قد وافقت على استضافة مراسم تشييع عرفات قبل نقله ليدفن في رام الله بعدما توصلت السلطة واسرائيل الى اتفاق حول جنازة الزعيم الفلسطيني الذي جاهد مسؤولون لتأكيد وجوده على قيد الحياة في حين اكدت مصادر انه توفي وان وفد القيادة الذي عاد من باريس سيعلن عن ذلك ريثما تنتهي الترتيبات المعدة بالتنسيق مع أطراف عربية ودولية. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ماجد عبد الفتاح أمس الاربعاء أن جنازة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ستتم في القاهرة في حال وافته المنية.. وقال عبد الفتاح، ردا على اسئلة الصحافيين حول ما اذا كانت جنازة عرفات ستتم في القاهرة، "هذه أنباء صحيحة لكنها ستكون محدودة وفي اطار رسمي". واوضح عبد الفتاح، الذي كان يتحدث بعد محادثات اجراها مبارك مع وزيري الخارجية الاردني هاني الملقى والعراقي هوشيار زيباري،انه تم الاتفاق على ان تتم الجنازة في القاهرة الليلة قبل الماضية خلال اتصالات تمت بين الرئيس المصري مع المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة الذين زاروا عرفات في المستشفى في باريس وهم امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء احمد قريع ووزير الخارجية نبيل شعث. وقالت مصادر فلسطينية إن الجامعة العربية قررت أن يتم نقل جثمان عرفات إلى القاهرة أولا، حيث سيقام هناك حفل تأبين رسمي بمشاركة قادة من جميع أنحاء العالم.. وكانت معلومات توقعت ان يتم نقل جثمان عرفات في حال وفاته الى رام الله عبر الاردن. وفي باريس اعلن مصدر فلسطيني ان قاضي القضاة الشرعيين في الاراضي الفلسطينية الشيخ تيسير التميمي وصل صباح امس الاربعاء الى فرنسا لزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في كلامار قرب باريس.. وقال الشيخ التميمي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الرئيس عرفات صديق شخصي ومن واجبي الوقوف الى جانبه في هذه اللحظات الصعبة والصلاة من اجله". في غضون ذلك، ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيعقد اجتماعا لقادة اجهزته الامنية بهدف التباحث بشأن مكان دفن عرفات في حال وفاته. وكان مسؤولون فلسطينيون ومصادر اسرائيلية اعلنت مساء الثلاثاء، ان الجانبين توصلا الى اتفاق حول مراسم تشييع عرفات في حال وفاته.. وقال مسؤولون اسرائيليون ان الدولة العبرية ستسمح بدفن عرفات في رام الله طبقا لهذا الاتفاق، والذي تطرق الى مسألة تسهيل وصول الوفود التي ستشارك في التشييع. وكان امين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم اعلن في وقت سابق الثلاثاء، إن عرفات يعاني نزيفا حادا في الدماغ يجاهد الأطباء لوقفه، وانه تم اتخاذ كافة الترتيبات لدفنه في المقاطعة في رام الله في حال وفاته، وناشد الشعب الفلسطيني رص الصفوف والالتزام بقرارات القيادة الفلسطينية وعكس الوجه الحضاري للشعب الفلسطيني. وتأتي هذه التطورات المتسارعة فيما اكدت مصادر فلسطينية ل"اليوم" بالقاهرة ان الرئيس الفلسطيني (75 عاما) توفي ظهر الثلاثاء، في مشفى بيرسي العسكري في باريس، والذي نقل اليه الجمعة قبل الماضية اثر تدهور صحته. وبحسب المصادر، فقد ارجئ اعلان وفاة عرفات الى حين الانتهاء من ترتيبات دفنه. وكانت وتيرة الانباء بشأن الوضع الصحي لعرفات قد تسارعت بعد تأكيد مسؤولين فلسطينيين الثلاثاء، ان عرفات قد توفي. وقد سارع اطباء عرفات الفرنسيون ومسؤولون فلسطينيون لنفي هذه الانباء، مع تأكيدهم في الوقت نفسه للتقارير التي تحدثت عن وضعه المتدهور. ونفى المتحدث باسم الجهاز الصحي للجيش الفرنسي الجنرال كريستيان استريبو في تصريحات لقناة "الجزيرة" صحة التقارير حول وفاة عرفات، وان كان رفض تأكيد او نفي المعلومات بشأن اصابته بنزيف دماغي. واكد الجنرال الفرنسي انه في حالة الوفاة فان المشفى سيعلن عن ذلك في بيان رسمي، وان هذا البيان سيصدر بعد الوفاة بفترة لن تكون طويلة ولن يكون بحاجة الى موافقة مسبقة من قبل عائلته. من جهته، أعلن المتحدث باسم قصر الاليزيه إن الرئيس جورج بوش استفسر الثلاثاء من نظيره الفرنسي جاك شيراك عن صحة عرفات.. وقال المتحدث جيروم بونافونت إن الرئيس الفرنسي اتصل ظهر الثلاثاء بنظيره الأميركي لحوالي عشرين دقيقة وان جورج بوش "استفسر عن صحة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن الثلاثاء، إنه معجب بمعالجة القادة الفلسطينيين لمسألة غياب عرفات وإنه يأمل أن يستمر "الهدوء النسبي" الذي شهدته المنطقة مؤخرا. وأضاف باول قائلا للصحفيين على طائرة في طريقه الى المكسيك "آمل أن يمكن الحفاظ على هذا القدر من الهدوء" مجددا موقف الولاياتالمتحدة من أنها "مستعدة للحوار عندما يكون الحوار مناسبا" فيما يتعلق بخارطة الطريق لاقرار السلام في الشرق الاوسط. فلسطينيات يدعون الله في صلاتهن بالمسجد الأقصى كرسي عرفات الخالي حيث اعتاد أن يجلس وخلفه صورة للمسجد الأقصى