نزف دماغ الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أمس الثلاثاء، حسبما نقلت وكالات الأنباء عن مصادر طبية في مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية كلامار الباريسية حيث كان جسده مسجى في غرفة العناية المركزة قبل أن يصل اليه رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية نبيل شعث ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح، الذين قفلوا عائدين مساء الى رام الله بعد ان استقبلهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك.وقال شعث للصحفيين بعد تفقدهم الزعيم المريض في باريس منذ 12 يوما: مصيره في يدي الله. وفي وقت لاحق أعلن ان عرفات لم يصب بتسمم متعمد، كما كان مفترضا، ولكن تشخيص الاطباء لمرضه ليس واضحا بعد.وقال لتلفزيون (سي ان ان): التشخيص ليس قاطعا وقد أبعدت فرضية التسميم كما انه ليس هناك من سرطان او اورام خبيثة، ليس هناك سبب واضح لهذا التدهور السريع في صحته.وخلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوفد القيادي الفلسطيني الزائر قال شعث: إن قلبه ورئتيه ودماغه ما زالت تعمل، لا اعتقد ان ثمة اي سبب لاطلاق شائعات عن وفاته او اخرى تسمح بالامل في شفائه العاجل. واوضح اذا كانت هناك بعض الاجهزة التي تساعده على التنفس او التغذية، فانه لا يوجد في الاسلام اي امكانية لنزع هذه الاجهزة بهدف الاضرار به او قتله. واضاف ان الرئيس عرفات لا يعاني من اي ورم خبيث او سرطان والاطباء استبعدوا فرضية تسممه، الاوضاع الصحية السيئة .. سببت اضطرابات في الجهاز الهضمي والتهابات في المعدة والامعاء وادى ذلك الى تدهور حالته الصحية وسبب مشاكل في الدم وفي صفائح الدم وحال دون تغذيته. وتابع قائلا: ان عرفات هو حي يرزق .. نريده ان نحيا كما اعطاه الله الحق في هذه الحياة باي وسيلة تمكنه من التغلب على مرضه. كما اكد الطيب عبد الرحيم الامين العام للرئاسة الفلسطينية ان عرفات كان لازال حيا يوم أمس والاطباء الفرنسيون يبذلون ما بوسعهم لايقاف نزيف في دماغه. وقال عبد الرحيم في مؤتمر صحافي عقده في المقاطعة الرئاسية المدمرة (المقر العام للرئيس عرفات في رام الله بالضفة الغربية) ان الاطباء الفرنسيين يبذلون ما بوسعهم حاليا لوقف النزيف. واضاف عبد الرحيم اذا حل قدر الله وقضاؤه فنحن مسلمون بذلك وستكون جميع الترتيبات هنا في المقاطعة باعتبارها احد المعالم التي جسدها الرئيس وباعتبارها رمزا. ودعا الشعب الفلسطيني الى الوحدة والانضباط وقال: ندعو ابناء شعبنا الى رباطة الجأش والثبات والتكاتف والوحدة ورص الصفوف في هذه الظروف الصعبة ، مشددا على ضرورة اظهار الوجه الحضاري للشعب الفسطيني كشعب منضبط يتعامل مع كافة الترتيبات التي تقرها القيادة الفلسطينية بكل انضباط. واضاف نحن على اتصال دائم مع الوفد الفلسطيني المتواجد في باريس لكي يضعونا في اخر صورة للرئيس عرفات. وقال محمود عباس الذي رأس الوفد القيادي الفلسطيني الى قصر الأليزيه ان الاطباء اطلعوه على وضعه الصحي ونحن مرتاحون تماما بالنسبة للتفسيرات التي اعطانا اياها الاطباء، إن الرئيس عرفات في وضع صعب جدا ونتمنى له شفاء سريعا. وأعلنت مصادر اسرائيلية ان المحادثات بين اسرائيل والمسؤولين الفلسطينيين حول تنظيم جنازة ياسر عرفات انطلقت مساء أمس. ونقلت فرانس برس عن مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف اسمه أنه لن يتم الاعلان رسميا عن وفاة الرئيس الفلسطيني قبل التوصل الى الاتفاق بشان جنازته. وصرح مسؤول فلسطيني لوكالة فرانس برس ان مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين كبارا توصلوا الى اتفاق مبدئي حول الترتيبات الواجب اتخاذها بعد وفاة الرئيس عرفات. وردا على سؤال حول احتمال دفن عرفات في رام الله في مقره العام بالضفة الغربية قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل لم تعط بعد الضوء الاخضر لذلك. وقال: لم يتم بعد تسوية هذه المسألة وهناك خلافات بين القادة الاسرائيليين في هذا الخصوص. واكتفى بالتذكير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون استبعد تماما بان يدفن عرفات في القدسالشرقية او في ضواحي المدينة المقدسة. وقد صدرت انباء متضاربة بعد ظهر امس الثلاثاء حول حالة ياسر عرفات، حيث اعلن وفاته، وزير فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه فيما نفى الامر الجهاز الطبي في الجيش الفرنسي الذي يتبع له مستشفى بيرسي العسكري. وقال البيان الذي تلاه الجنرال كريستيان استريبو (الناطق باسم الجهاز الطبي في الجيش الفرنسي) مساء أمس إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يكن قد فارق الحياة حتى الساعة 15.30). واعلن الجنرال استريبو قبيل الظهر خلال مؤتمر صحافي في جوار مستشفى بيرسي ان حالة الرئيس عرفات الصحية ازدادت خطورة ليل الاثنين الثلاثاء وبات في غيبوبة اعمق ، ما يشكل مرحلة ذات مغزى في اتجاه تطور نتحفظ عن التكهن به. واعلن وزير فلسطيني قبيل الساعة 15.30 في رام الله بالضفة الغرببية ان عرفات توفي. واكد لوكالة فرانس برس ان المسألة تكمن في معرفة كيف ومتى سنعلن ذلك. ونفت المفوضة العامة لفلسطين في فرنسا ليلى شهيد ذلك وقالت في تصريح صحفي: أنفي نفيا قاطعا الانباء حول وفاة الرئيس ياسر عرفات، ان حالته سيئة لكنه ما زال على قيد الحياة، تمكنا من زيارة الرئيس، التقينا (الوفد القيادي الفلسطيني) زوجته سهى واطباءه .. وكما قال الناطق باسم المستشفى، فان الرئيس في غيبوبة اسوأ مما كان عليه امس. كما اكد ناصر القدوة، ابن اخت الرئيس عرفات وممثل فلسطيني في الاممالمتحدة الذي انضم مع الوفد القادم من رام الله، ان عرفات لم يفارق الحياة. وشكر المسؤولون الفلسطينيون الرئيس شيراك للعناية التي قدمتها فرنسا للرئيس عرفات وللموقف الذي اعتمدته فرنسا من اجل القضية الفلسطينية. تراب المقاطعة الرئاسية المدمرة مرشحة لنهاية عرفات