قال تقرير نفطي متخصص ان حجم الطلب العالمي على النفط شهد العام الجاري ارتفاعا غير متوقع بلغ نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي بسبب عدة عوامل أهمها زيادة النمو الاقتصادي في كل من الصين والهند والولاياتالمتحدة . وتوقع التقرير ان يصل حجم الطلب العالمي على النفط خلال الربع الاخير من العام الحالي الى حوالي 2ر83 مليون برميل يوميا مقارنة ب 2ر80 مليون برميل خلال نفس الربع من العام الماضي. وذكر التقرير الذي اصدرته شركة ستار اوكونوميك ان الطلب المتزايد استطاع ان يدفع بأسعار النفط العالمية الى مستويات فاقت تقديرات الكثيرين من المعنيين النفطيين لاسيما بعد ان تعدت حاجز الخمسين دولارا للبرميل الواحد. وأضاف ان هؤلاء كانوا يتوقعون ان تنخفض هذه الأسعار بمجرد زوال أسباب ارتفاعها مرجعين ذلك الى عوامل فنية مرتبطة بالعرض والطلب تارة او الى المضاربات في الأسواق الفنية تارة أخرى إضافة الى أسباب تتعلق احيانا بالأوضاع السياسية في الدول النفطية. وكانت التقديرات الاولية لمستوى الطلب العالمي على النفط قد اشارت الى ارتفاع اجمالي الطلب بنحو 500 الف برميل يوميا خلال شهر يوليو الماضي وحوالي 1ر1 مليون برميل خلال شهر أغسطس الماضي حسب ما أوردته منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (اوابك) في نشرتها الشهرية لشهري سبتمبر الماضي وأكتوبر الحالي. وبينت اوابك ان نسبة ارتفاع الطلب بلغت 06ر بالمائة مقارنة بشهر يونيو الذي سبقه حيث وصل مستواه الى 6ر80 مليون برميل يوميا وهو يزيد بنسبة 4 بالمائة مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي. اما نسبة ارتفاع مستوى الطلب العالمي على النفط خلال شهر أغسطس فقد بلغت 3ر1 بالمائة ليصل الى 6ر82 مليون برميل يوميا وهو مستوى مرتفع أيضا بحوالي 2ر5 مليون برميل يوميا مقارنة بالشهر المماثل من العام السابق اي بنسبة ارتفاع تقدر ب 7ر6 بالمائة. وقال التقرير ان الطلب العالمي على النفط ارتفع بنحو 4ر1 مليون برميل يوميا عام 2003 بسبب التحسن في أداء الاقتصاد العالمي اي بنسبة 8ر1 بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه. وأضاف ان انتعاش اقتصاد الدول الصناعية لعب دورا ملحوظا ايضا وادى الى ارتفاع طلب الدول الصناعية على النفط بحوالي 3ر1 بالمائة اي حوالي 600 الف برميل يوميا ليصل الى 3ر48 مليون برميل في اليوم وهو ما يشكل نحو 6ر61 بالمائة من اجمالي الطلب العالمي على النفط وايضا ساهم نمو اقتصاديات الدول النامية خلال العام المذكور بنسبة 5 بالمائة في ارتفاع طلبها على النفط. ويتوقع ان يصل حجم الطلب العالمي على النفط خلال الربع الاخير من العام الحالي الى حوالي 2ر83 مليون برميل يوميا مقارنة ب 2ر80 مليون برميل خلال نفس الربع من العام الماضي حسب تقديرات اوابك. وأفاد التقرير ان اقتصاديات بعض الدول الآسيوية كالصين والهند تلعب الدور الأكبر في زيادة الطلب على النفط حيث يتوقع ان يتعدى إجمالي طلبها مع بعض الدول الشرق أوسطية حوالي 9ر13 مليون برميل يوميا. وعزز الأداء الاقتصادي الصيني النمو في الطلب بأسرع من المتوقع فالاقتصاد الصيني الذي حقق نموا بنسبة 5ر7 بالمائة في عام 2003 يقود موجة الانتعاش التي تشهدها الدول الآسيوية بفضل الارتفاع الحاد في الإنفاق الرأسمالي المصحوب بارتفاع في حجم الإقراض عبر المصارف. كما شهد مستوى طلب منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على النفط ارتفاعا ملحوظا ليصل الى 7ر7 مليون برميل عام 2003. وقال التقرير ان خبراء نفطيين يتوقعون ان يزيد الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة حيث حدد البعض منهم انها ستستمر حتى الربع الاول من عام 2005 وربما اكثر بسبب الظروف المحيطة بالاوضاع النفطية بالاسواق العالمية. وبين انه كان لحجم الطلب العالمي على النفط المتزايد دور هام في دعم أسعار النفط العالمية ورفعها الى جانب عوامل اخرى متعددة. وضرب مثالا على ذلك في حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط والتي تمتلك اكثر من 65 بالمائة من احتياطيات نفطية إضافة الى ما شهدته الولاياتالمتحدة من أعاصير خفضت الإنتاج وأوقفت العمليات النفطية في بعض مناطقها كخليج المكسيك وأدت الى رفع أسعار النفط العالمية. ومن العوامل المؤثرة أيضا نقص المنتجات النفطية بسبب زيادة الطلب عليها وعدم وجود مصاف نفطية كافية تغطي المطلوب الى جانب أزمة شركة يوكوس الروسية التي اثارت المخاوف والقلق من نقص إمدادات النفط العالمية. وقال التقرير ان معظم التوقعات تشير الى احتمال ان تستمر أسعار النفط العالمية في الارتفاع الى مستويات قياسية جديدة لأسباب عديدة أهمها زيادة الطلب على النفط بسبب النمو الاقتصادي العالمي وايضا بسبب الأوضاع غير المستقرة في منطقة الشرق الأوسط. وأشار الى احتمال ان تنخفض الاسعار العالمية لاحقا الى مستويات اقل قد تصل الى أربعين دولارا او اقل الى مضيفا ان الانتخابات الامريكية قد يكون لها دور في هذا الانخفاض.