سيتراجع النمو السريع في الطلب العالمي على النفط خلال النصف الثاني من العام الجاري مع تباطؤ نمو الاستهلاك النفطي في الصين، فيما ينمو الطلب في السوق العالمية التي يبلغ حجمها 82 مليون برميل يوميا بنسبة 2.9% في الربع الاخير من العام. وترى وكالة الطاقة أن ذلك يمثل تراجعا من نسبة 5% في الربع الثاني والتي كانت سببا في ارتفاع الاسعار العالمية الى أعلى مستوياتها على الاطلاق، حيث من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب العالمي في النصف الثاني من العام الجاري بالمقارنة مع النصف الاول. في حين أشارت الى ان نمو الطلب في الصين الذي فاجأ الاسواق تراجع في يوليو الى 14% من 25% في الربع الثاني من العام، حيث كان حجم الطلب على النفط في الصين بواقع 32.6 ملايين برميل يوميا في يوليو. وقالت الوكالة ان نمو الطلب في الصين ظل قويا بمختلف المعايير لكنه تباطأ بشكل ملحوظ بالمقارنة مع المعدلات الفلكية التي سجلها في النصف الأول من عام 2004. مشيرة الى أنه لم يتضح ما اذا كانت مساعي الحكومة الصينية لتهدئة النمو الاقتصادي الكبير قد حققت نجاحا، مبينة ان الخطر مازال قائما في حدوث تباطؤ كبير في العام المقبل من شأنه أن يؤثر في الطلب على النفط. ومن جانبها شهدت أسعار النفط تراجعا نهاية الاسبوع الماضي بعد أن رجحت كفة تنامي الامدادات العالمية على المخاوف من تأثير الاعصار ايفان على عمليات انتاج النفط في خليج المكسيك عقب اجتياحه لمنطقة الكاريبي. وانخفضت الاسعار نحو 14 بالمائة عن المستوى القياسي الذي بلغته الشهر الماضي عند 49.40 دولاراً للبرميل ولكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 30 بالمائة عن مستواها في بداية العام. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن مخزونات النفط في الدول الصناعية ستزيد في الشهور المقبلة ما لم يتوقف منتجو اوبك عن زيادة الانتاج التي تغذي المخزونات العالمية. واذا استمر انتاج أوبك بمعدلاته الحالية فان ذلك يعني زيادة في المخزونات بواقع مليون برميل يوميا وذلك مقارنة مع العام الماضي الذي استقرت فيه المخزونات دون تغيير في الربع الاخير منه. وقالت ان الارتفاع الأخير في انتاج أوبك قد يكون مؤقتا وقد يقلص المنتجين في الاشهر المقبلة انتاجهم اذا رأوا تراجعا في الطلب على نفوطهم. اما انتاج البلدان المصدرة من خارج اوبك فانخفض بمقدار 150 الف برميل ليصل الى 6ر44 مليون برميل يوميا مع توقع ارتفاع مستويات تصدير تلك البلدان خلال ما تبقى من هذا العام وخلال العام المقبل. واوضح تقرير الوكالة الدولية للطاقة ان خبراء الوكالة يقدرون ان بامكان البلدان المصدرة من خارج اوبك زيادة انتاجها بمقدار 28ر1 مليون برميل يوميا خلال الاشهر القليلة المقبلة وبمقدار 25ر1 مليون برميل اضافية خلال العام المقبل. ورصد التقرير زيادة طفيفة في انتاج النفط الروسي الذي بلغ 35ر9 مليون برميل يوميا بعد ان سعى مختلف المنتجين الروس الى الاستفادة من الارتفاع السعري. وفيما يتعلق ببلدان اوبك فان السعة الانتاجية النفطية لدولةالكويت ارتفعت حسب ما جاء بالتقرير بمقدار 50 الف برميل يوميا بسبب "مزيج من اعادة تقييم الانتاج الفعلي وخطط تطوير الحقول النفطية". وقدرت الوكالة اجمالي الانتاج الكويتي حاليا بنحو 4ر2 مليون برميل يوميا فيما قدرت مستوى الانتاج خلال شهر اغسطس بنحو 37ر2 مليون برميل. اما الامدادات العراقية فذكر التقرير انها انخفضت بمقدار 100 الف برميل لتصل الى 18ر1 مليون برميل يوميا على الرغم من بعض التحسن الذي شهدته البنية التحتية النفطية العراقية فيما ارتفع الانتاج السعودي بنحو 300 الف برميل ليصل الى 5ر9 مليون برميل يوميا. وفيما ترتفع مستويات الامدادات العالمية لمجاراة الطلب ذكرت وكالة الطاقة ان تقديراتها الحالية لنمو الطلب النفطي لم تتغير عن التوقعات التي اصدرتها في تقريرها السابق. وقالت ان مستوى الطلب العالمي على النفط سيصل الى معدل 16ر82 مليون برميل يوميا هذا العام فيما تصل تقديرات الطلب خلال عام 2005 الى 92ر83 مليون برميل وهو ما يمثل زيادة في نمو الطلب العالمي بمقدار 52ر2 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري و77ر1 مليون برميل خلال عام 2005 وذلك مقارنة بمستويات عام 2003 .