انتقد رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي اهمالا كبيرا من جانب القوة المتعددة الجنسيات أدى الى وقوع مجزرة سقط فيها 49 جنديا من الحرس الوطني قتلى يوم السبت الماضي واثارت غضب فئات واسعة خصوصا بين عشائر الجنوب التي ينتمي اليها القتلى، فيما أعلنت جماعة مسلحة أنها اختطفت 11 عنصرا من الحرس الوطني العراقي. وقال علاوي امام المجلس الوطني المؤقت انها جريمة بشعة استشهدت فيها مجموعة كبيرة من الحرس الوطني ونعتقد ان هذا الموضوع حظي باهمال جسيم من جانب بعض القوة المتعددة الجنسيات. لكن علاوي لم يحدد جوانب الاهمال او عناصر القوة المتعددة الجنسيات المقصودة بالانتقادات. واضاف: لقد شكلت لجنة تحقيق سريعة لكشف هذا العمل الخطير .. لان هناك تصميما على ايذاء العراق وشعب العراق. وقال أحد مساعدي كبير المتحدثين العكسريين في القوة المتعددة الجنسيات: من الواضح ان التدريبات التي تتلقاها القوات الامنية العراقية مهمة وسنستمر في شراكتنا مع الحكومة العراقية لكي تبلغ هذه القوات مرحلة النضوج. ونسب بيان على الإنترنت الى جماعة أبي مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن قتل الجنود الذين كانوا في زيهم المدني عائدين الى منازلهم من معسكر للتدريب شمال شرق بغداد.وقد قتل المسلحون الذين تخفوا في زي الشرطة الجنود باطلاق النار على رؤوسهم عند نقطة تفتيش زائفة اقاموها على الطريق. من جهة ثانية أعلنت جماعة تطلق على نفسها جيش أنصار السنة، أمس الثلاثاء، أنها اختطفت 11 من افراد الحرس الوطني العراقي في كمين نصب لإحدى دورياتهم على الطريق السريع بين بغداد والحلة. وعرضت الجماعة صورهم على موقعها على الانترنت وبدا بعضهم في زي عسكري والباقون في قمصان بيضاء. وظهر الرجال الاحد عشر في صور اخرى جالسين على الارض أمام مسلحين اثنين ملثمين ومن خلفهم لافتة سوداء تحمل اسم الجماعة. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية انه لا علم له بوقوع مثل هذا الحادث. وكانت جماعة جيش انصار السنة قد اختطفت وقتلت العديد من الرهائن منهم 12 نيباليا وعددا من الاكراد العراقيين وصفتهم بأنهم جواسيس. في الموصل، انفجرت سيارتان مفخختان لدى مرور قافلة عربات مدرعة امريكية أمس الثلاثاء في ضاحية الفيصلية وسط المدينة. وذلك بعد يوم من انفجار سيارتين مفخختين استهدفت إحداهما قائد جهاز خدمات حماية المنشآت العراقية الذي نجا. واستهدفت السيارة الثانية يوم الاثنين مبنى حكوميا قتل فيها زعيم قبلي واثنان من رفاقه. وأقر علاوي بأن العراق يترقب تصعيدا خطيرا في أعمال العنف ستزيد من صعوبة الأوضاع الأمنية قبل ثلاثة اشهر من موعد الانتخابات المقررة اواخر يناير 2005. وقال: يجب ان تتوقعوا تصعيدا خطيرا في الاعمال الارهابية اوسع مما تشهدونه حاليا ضد العراق والشعب العراقي. يذكر ان علاوي الذي تسلم السلطة في 28 يونيو الماضي كان قد اكد اولوية موضوع الامن وتنظيم الانتخابات. إلا ان وزير الداخلية فلاح النقيب اكد ان 92 عملية انتحارية وقعت بين يونيو وسبتمبر حصدت اكثر من 560 قتيلا واكثر من 1200 جريح. واضاف مشيرا الى انعدام الامن في البلاد ان شهر يوليو كان الاكثر عنفا حيث حصدت 34 عملية انتحارية 245 قتيلا و 235 جريحا. وقال النقيب في ختام اجتماع للجنة المستقلة العليا للانتخابات: بلغ عدد السيارات المفخخة 20 سيارة حصدت 28 قتيلا و122 جريحا في الشهر الاول في حين بلغ عدد الهجمات في سبتمبر، وفقا للشرطة، 120 هجوما وعدد القتلى 168. أما جرائم الخطف، فقد بلغت 152 عملية في سبتمبر وهي اعلى نسبة في السنة. كما اكد علاوي ان العدد غير الكافي لعناصر الشرطة والصعوبات الفنية تشكل عقبات في وجه الانتخابات طالبا من الاممالمتحدة ارسال جنود. واضاف: طلبنا مساعدة الاممالمتحدة كما طلبت شخصيا من كوفي عنان ارسال جنود دوليين لمساعدة العراقيين. وفي وقت لاحق، قال علاوي إن اعضاء اللجنة الانتخابية يواجهون مشاكل حقيقية من الصعب التغلب عليها مشيرا الى مسألة تحديد العراقيين الذين يعيشون في المنفى ويحق لهم التصويت وحجم مجالس المحافظات. واضاف انه قرر مع اللجنة الانتخابية تشكيل لجنة وزارية للمساعدة في التحضير للانتخابات التي تتطلب نشر 500 الف شرطي، حسب قوله. وعلى صعيد المفاوضات مع سكان الفلوجة، اعتبر علاوي ان عناصر تكفيرية اضافية دخلت مدينة الفلوجة، مضيفا ان الحكومة لم تستنفد جميع الوسائل السلمية رغم ان الوضع لا يزال ملتهبا هناك.