ليس بمستبعد في ظل السياسة الشارونية انفجار الوضع الداخلي في اسرائيل ونشوء ازمة قد تؤدي الى انقسامات عديدة وربما الى مواجهات وحرب اهلية ليس بسبب خطة الانسحاب الاحادي من غزة فحسب بل بسبب مجموعة من القرارات التي اتخذها رئيس وزراء اسرائيل رغم انوف القوى المعارضة في الكنيست بما يحول الديمقراطية التي عرف عنها المجتمع الاسرائيلي الى مشجب مازال شارون يعلق عليه سائر اخطائه وزلاته السياسية الفادحة. واذا تكهن بعض المراقبين بسقوط خطة فك الارتباط فان ذلك يعني دخول اسرائيل في نفق صراعات داخلية طويلة، ويعني في نفس الوقت اصابة المعالجات المطروحة لتسوية الازمة العالقة بين اسرائيل والفلسطينيين بشلل كامل. فالدولة العبرية اليوم تمر بأحرج لحظاتها في ضوء ما يهدد به المتطرفون من تمرد وعصيان. ويبدو واضحا للعيان ان النقاشات الحادة في الكنيست لن تنحصر في اطار خطة الفصل وحدها بل قد تتجاوزها الى مسائل اخرى. فرغم التعديلات الظاهرية التي ادخلها شارون على خطته الا ان الاوضاع السياسية قابلة للانفجار في طل اللحظات بفعل الصخب المحتدم من قبل الحاخامات والاصوليين والمستوطنين حول العديد من النقاط السياسية العالقة، فتحريم اجلاء المستوطنين كما افتى بذلك كبير الحاخامات في الكيان الاسرائيلي سوف يؤدي الى تمرد واسع النطاق داخل صفوف الجيش ويفضي الى ازمة عنيفة، فمن المتعذر في هذه الحالة عدم اقحام القوة العسكرية في مسائل الخلافات السياسية، ويبدو ان علامات الصراع داخل الكيان الاسرائيلي اخذت في الظهور علانية ووصلت الى ذروتها من خلال ما اعلنه مؤخرا مسؤول كبير في اجهزة الامن الاسرائيلي بأن (محاولة اغتيال شارون باتت اقرب من أي وقت مضى) كما ان تلك العلاقات تبدو واضحة ايضا من خلال ظهور عدة تكتلات لتأييد خطة الفصل والتصدي لأنشطة المتطرفين. ومهما يكن من امر فان اسرائيل مقبلة بالفعل على الدخول في نفق ازمات سياسية حادة تكمن في انشقاق كتلة الليكود وانشقاق داخل الكنيست وانقسام في الجيش، وتلك الازمات اذا ما احتدمت فانها قد تنذر باندلاع حروب أهلية محتملة في اسرائيل.