ان من ملامح رمضان الكريم, التراويح, والتهجد, وامتلاء المساجد في كافة الفروض بالمصلين, على اختلاف اعمارهم, وطبقاتهم الاجتماعية, ونوعية اعمالهم هذا الشهر بالفعل هو كما قال الشاعر: شهر اذا سميته بصفاته سجلت: شهر الصوم والصلوات اخي الصائم: ان صدر المؤمن/ لينشرح ونفسه لتنبسط, حينما يدخل اي مسجد, ويرى المصلين صفوفا متراصة, تؤدي صلاة ربها في خشوع وسكينة, ووقار, وان صلاة التراويح, التي تزين ليالي رمضان منذ الليلة الاولى, لهي مدعاة للسعادة وهي بالفعل مظهر من مظاهر رمضان الكريم. اننا نحن الكبار, نحرص جدا على اداء هذه الشعيرة الرمضانية الرائعة صلاة التراويح في حضرنا وسفرنا, والكثير منا يحرص ايضا على ان يأخذ اولاده الصغار, لتأدية هذه الصلاة المباركة. وبعض الاطفال - بارك الله فيهم - يتعودها, ويذهب للمسجد فيصليها سواء كان ابوه معه ام كان ابوه خارج البلد. وهذا شيء طيب.. بل هذا هو المطلوب والمحبوب, ولكن بعض الاطفال, ممن زاد سنهم على سبع سنوات, وقل عن اربعة عشر عاما, اقول (بعض) الاطفال حفظهم الله, نراهم بمجرد ما يسلم الامام من صلاة العشاء, يخرجون من المسجد, ويمارسون لعبهم في الشارع.. قريبا من المسجد, مزعجين المارة.. والمصلين وقديما ما كان الاطفال يخرجون من المسجد الا بعد التراويح, وعندما يخرجون لايلعبون في الشوارع بشكل عشوائي, بل هناك اماكن يلعبون فيها, ربما لعدم وجود الكهرباء, انذاك. صحيح ان من معالم ليالي رمضان المباركة بالنسبة للاطفال السهر زيادة عن ليالي ما قبل رمضان, في اللعب, او سماع القصص, والحزاوي, واهم ما في الماضي بالنسبة للاطفال واليافعين, هو قراءة القرآن بعد صلاة العصر, وكذلك بعد صلاة التراويح,وكان الصغار في ذلك الوقت, يتنافسون على قراءة القرآن الكريم, وعدد مرات ختمه, ومحاولة حفظه اوحفظ اجزاء منه, حتى انك ترى دعاء ختم القرآن الكريم غالبا ما يتكرر في البيت الواحد, ربما كل ثلاث او اربع ليال من الشهر الكريم (ويحضر هذا الدعاء جميع افراد الاسرة) وبعد الدعاء تقدم للجميع وجبة رمضانية ساخنة. عزيزي الصائم الكريم: ان من ملامح رمضان قبل عقد او عقدين, من الزمن في هذا البلد الكريم بالنسبة لافراد البيت الواحد ختم القرآن الكريم, فالولد يختم والبنت تختم ويوم ختم الواحد منهم يعلم رب الاسرة بذلك, ليدعم افراد العائلة كلها, لحضور دعاء الختمة ويؤمنون عليها, حيث يبدأ الخاتم او احد افراد الاسرة بقراءة الدعاء, والجميع يرددون (آمين) في جو مليء بالخشوع والخشية والسكينة والوقار. بشرى العوالم انت يا رمضان هتفت بك الارجاء والاكوان العبقرية فيك جلجل صوتها لما تنزل بالهدى القرآن