قال الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية ان العالم يستهلك من الموارد الطبيعية سنويا اكثر مما يستطيع كوكب الارض انتاجه بنسبة 20 بالمئة تقريبا. ودعت المنظمة المعنية بالحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ومقرها سويسرا الحكومات للتحرك سريعا من اجل استعادة التوازن البيئي قائلة ان الدول الغنية خاصة في امريكا الشمالية مسؤولة بدرجة كبيرة عن هذا الوضع. وقال كلود مارتان المدير العام للمنظمة في بيان: نزيد باطراد من استدانتنا البيئية ولن نستطيع الوفاء بهذا الدين. وقالت المنظمة في في تقريرها (الكوكب الحي 2004) وهو الخامس من نوعه انه بين عامي 1970 و 2000 انخفضت اعداد انواع الاحياء البحرية والبرية بنسبة 30 في المئة وان أنواع الاحياء في المياه العذبة انخفضت بنسبة 50 في المئة. وقال التقرير: هذه هي النتيجة المباشرة لزيادة طلب الانسان على الطعام والالياف النباتية والطاقة والماء. وأضاف: يستهلك البشر موارد طبيعية تزيد 20 في المئة عما يستطيع كوكب الارض انتاجه. ويتناقض هذا مع الموقف عام 1960 وهو العام الذي تم انشاء المنظمة فيه عندما كان العالم يستخدم 50 في المئة فقط مما يمكن لكوكب الارض انتاجه. وتقدر حاليا المنظمة ما تسميه (البصمة البيئية) وهو متوسط المساحة المنتجة من الارض على مستوى العالم الذي يحتاج اليه شخص واحد للحياة بنحو 2ر2 هكتار (43ر5 فدان). لكن كوكب الارض يوفر 8ر1 هكتار (45ر4 فدان) لكل شخص على اساس مساحات الارض والبحر المنتجة التي تقدر بنحو 3ر11 مليار هكتار (9ر27 مليار فدان) توزع على 1ر6 مليار نسمة يعيشون على الكوكب. وقال جوناثان لوه احد كتاب التقرير انه اذا استمرت الاتجاهات الحالية فلن تتمكن الدول من تحقيق هدف خفض النقصان الشديد الحالي في التنوع البيولوجي بحلول عام 2010 والذي تم الاتفاق عليه في قمة الارض بجوهانسبرج عام 2002. واكثر حاجات الانسان تزايدا هي حاجته الى الطاقة التى ارتفعت بنسبة 700 في المئة بين عامي 1961 و 2001. وقالت المنظمة ان سكان امريكا الشمالية يستهلكون من الموارد بمعدل اسرع بصورة واضحة وان البصمة البيئية لهم تبلغ مثلي تلك الخاصة بالاوروبيين ويعادل سبعة أضعاف المتوسط الاسيوي والافريقي. وقال لوه: اذا وصلنا جميعا لنصيب الفرد من متوسط البصمة البيئية في أمريكا الشمالية فسيكون الوضع غير صالح للبقاء بصورة واضحة. فالكوكب سيكون غير قادر على الاستمرار في توفير هذا المعدل من الاستهلاك لمدة طويلة. واضاف أن اعادة التوازن الى العالم يتطلب اجراءات على عدة جبهات منها تقليل سرعة النمو السكاني في العالم. وقال لوه ان التكنولوجيا ربما تلعب دورا حيويا خاصة من خلال استخدام وتطوير مصادر طاقة صديقة للبيئة. وقال: اذا نظرت الى نسبة العشرين بالمئة الزيادة تجد ان جزءا كبيرا جدا من بصمتنا البيئية هو من استهلاك انواع الوقود الاحفوري وهذه هي المشكلة الكبرى التى يجب استهدافها.