(الكرة الأرضية لن تستطيع أن تغذي سكانها بعد ثلاثين سنة من الآن لو استمر الإفراط في سحب واستهلاك المصادر الغذائية المتوفرة بالصورة التي هي عليها اليوم). الحقيقة السابقة ليست جملة قيلت على لسان ممثل في فيلم سينمائي، بل هي نتيجة دراسة علمية مطولة استمرت عدة سنوات قام بها عدد كبير من العلماء والباحثين المختصين في شؤون البيئة والتغذية . الدراسة التي نقلتها وكالة أنباء (أسوشيتد برس) تقول أنه، طبقا لمعدلات الزيادة الحالية في عدد سكان الكرة الأرضية، فإن منظمات الأممالمتحدة تتوقع أن يصل عدد سكان الكرة الأرضية إلى حوالي 9 مليارات نسمة بحلول العام ،2050 وأن المساعي الدولية الحالية لتوفير الرفاهية للبشر سوف تكفي إلى العام،2030 وبعدها سوف يبدأ العد التنازلي حيث تعجز جميع المصادر الطبيعية على الكرة الأرضية عن توفير الغذاء والماء ومصادر العيش للإنسان. وطبقا لهذه الدراسة التي تعتبر الرابعة حول هذا الموضوع، فإن استهلاك الإنسان اليوم من المصادر الطبيعية يزيد بمقدار 20 في المئة عن معدل الاستهلاك الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه لكي تبقى الحياة مستقرة على سطح الكرة الأرضيةفف وهذا الرقم مرشح للزيادة والارتفاع الصاروخي خلال الخمسين عاما المقبلة. وتكشف الدراسة أن الأرض تمتلك 11,4 في المئة مليار هكتار من الأراضي والبحار والأنهار المنتجة للمصادر الطبيعية أي بما يوازي1,9 هكتار لكل من الستة مليارات نسمة هم سكان الأرض الحاليونفف ولكن بالمعدل الحالي، فإن استهلاك البشر يتجاوز المعدل الطبيعي بما يوازي 2,3 هكتار لكل فرد. الجزء الذي يهمنا نحن أكثر في هذه الدراسة هو أن هناك تفاوتا كبيرا في معدلات الاستفادة من المصادر الطبيعية بين سكان القاراتفف ففي حين لا تزيد حصة الفرد في القارتين الآسيوية والأفريقية عن 1,4 هكتار، فإن حصة الفرد الأوروبي تصل إلى 5 هكتارات من الأراضي والبحار، وتزيد هذه الحصة للفرد في أميركا الشمالية لتصل إلى9,6هكتار! وتحذر الدراسة من أن الإفراط في الاستهلاك والتفاوت في توزيع المصادر الطبيعية بين البشر، يؤديان إلى مخاطر نضوب مصادر الكرة الأرضية: الغابات، والأراضي الزراعية، والأسماكفف كما أن زحف البناء العمراني على حساب الغابات والأراضي الزراعية يقلل من كمية الأكسجين ويرفع كمية ثاني أكسيد الكربون السام في محيط الكرة الأرضية. وأخيرا فإن الدراسة تقول ان الاستهلاك البشري بدون إيجاد المصادر البديلة ما بين عامي 1970 إلى ،2000 قد أدى إلى انخفاض نسبة الحيوانات البرمائية بمعدل 54 في المئة وانخفاض في الثروة والأحياء المائية بنسبة 35 في المئة وانخفاض آخر في الحيوانات البرية وحيوانات الغابات بنسبة 15 في المئة. الحياة أصبحت صعبة وخطرة على سطح الأرضفف أليس كذلك؟فف الله يستر!. .......... عن الاتحاد الاماراتية