عقب ذلك ارتجل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا الكريم. ايها الاخوة، سماحة المفتى، مشايخنا الكرام، حضورنا الكرام، انه لشرف عظيم وكرم من الله - عزوجل- ان احضر معكم هذا الحفل الخير، واي حفل اعظم من حفل القرآن. ايها الاخوة، لقد استمعت الى مشايخنا بترتيب كلماتهم الشيخ سعد الفريان، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله مفتي المملكة، وهي ذات شقين، ما يتعلق بشخصي وما اقوم به، فهذا اعتبره كرم الله - عز وجل ومنة وفضل- ، وهذا شرف لا أدعيه ولكني اعمل ما استطعت لأبنائنا حفظة القرآن، والعاملين به - ان شاء الله -، الشق الثاني، وما تحدث به الشيخ عبدالعزيز، والشيخ صالح، هو في الحقيقة نهج اسلامي صحيح، ونحن والحمد لله في هذه البلاد التي اكرمها الله - عزوجل - ببيته ومسجد نبيه، وارض الرسالة ومنطلق الرسالة، شرف عظيم لنا في هذه البلاد ان نكون كذلك، لاشك ان كل شيء يرجع الى منشئه، هذه الدولة نشأت عندما دعا الامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب الى تجديد الدعوة وازالة ما يشوبها من شوائب، وما هناك من خرافات واشياء دخيلة على القرآن وعلى السنة وعلى الاسلام، وكان شرف كبير ومنة من الله - عز وجل- ان يقوم الامام محمد بن سعود بتعضيد هذه الدعوة، وتأييدها والعمل في سبيل انتشارها، هذا منشأ هذه الدولة، فاحرى بهذه الدولة ان تكون على المنهج، وهي عليه - ان شاء الله-. لقد قال قائلون، وتقول المتقولون عن دعوة تسمى الوهابية، من قال او من اتى بكلمة واحدة فليطلعني عليها ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب قال كلمة واحدة تخالف كتاب الله، او سنة رسوله، او نهج السلف الصالح، فهذه في الواقع فرية ارادوا بها أن يشوهوا هذه الدعوة، والا هي دعوة والحمد لله على نهج السلف الصالح، وهذا كل من يتبع هذه الدعوة ومناهجها يعرف ذلك، الا مكابر. نعم هذه الدولة نشأت وقامت واستمرت - والحمد لله- هذا اليوم على العمل بكتاب الله وسنة رسوله ولن تحيد عنه - ان شاء الله- غلا من غلا، او فرط من فرط، هنا نحن امة وسط كما اراد الله -عز وجل- في الدولة منذ عهد الامام محمد بن سعود وابنائه ابتداء من الامام عبدالعزيز بن محمد، ثم الدولة الثانية ابتداء من الامام تركي - رحمه الله - وابنائه، ثم الدولة الثالثة والتي قامت على هذا المنهج، وتشرف بالقيام بها الملك عبدالعزيز - رحمه الله- على هذا النهج والحمد لله ابناء الملك عبدالعزيز سعود، وفيصل وخالد، وفهد، وعبدالله وجميع ابنائه وجميع اسرته، على هذا النهج والمنهج، والحمد لله، نعرف ان من يعادي هذه الدولة ويعاديها على نهجها لا يعاديها شيء آخر طبعا الناس في لهم آراء اخرى يجوز، لكن هذا المنهج لا يتزعزع، ولا يتزحزح عن نهج الوسطية، لا غلو ولا تفريط، نحن على هذا النهج - والحمد لله-. واقول: هذا هو نهج مشايخنا، هذا نهج شعبنا، هذا نهجنا جميعا، اما ان يكون هناك شواذ، فاعتقد التاريخ مليء بهذه الشواهد ولست في حاجة لان اذكرها، والحمد لله اننا نحضر مثل هذه المناسبات، ونحيي هذه الليالي بذكر الله، وتذكر وتدبر كتاب الله، وفي هذا المقام يطيب لي ان اطلب الرحمة من الله - عز وجل- للشيخ عبدالرحمن بن فريان الذي كان معنا قبل سنة واكثر، والحمد لله زرع زرعا طيبا واثمر، ارجو له الرحمة والمغفرة - ان شاء الله-. ايها الابناء عليكم مسؤولية كبيرة فيما قرأتم وما حفظتم وما تعلمتم، اسأل الله عزوجل ان يوفقنا لما يحب ويرضى، وان ينفع بكم، وان تكونوا اداة خير ومحبة لهذا الكتاب الذي تعلمتموه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقب ذلك تفضل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتدشين موقع جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ثم تفضل سموه الكريم بتسليم شهادات التخرج للحفظة الخريجين لهذا العام. ثم غادر سموه الكريم مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.