يسارع كثير من أولياء الامور لاصطحاب ابنائهم لاداء الصلاة الفريضة في المسجد وكذلك صلاة التراويح رغبة صادقة في تعويد ابنائهم على صلاة الجماعة وتنفيذا لامر النبي صلى الله عليه وسلم (مروا ابناءكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر). وان كانت مراحل السن الاولى ميسورة التلقين وقابلة للتقليد يظل في اصطحابهم للصلاة مشاكل عدة قد تضاهي دوافع مثل هذه النية الحثيثة لتربية الابناء على طرقات المساجد. وتتمحور دوافع هذه الخطوات في التربية والتنشئة الصالحة حتى يتمكن الصبي من المبادرة الذاتية للذهاب وحضور الصلاة جنبا الى اخوانه المسلمين يشعر فيها بموضعه في صفوفهم وينمي فيه حب الجماعة والانخراط في دائرة المجتمع ابتداء من المسجد وتعليمه اداء الصلاة وتعريفه بشروطها واركانها بطرق عملية وواقعية وتوسيع دائرة المعارف بالجيران واصحاب الحي وابنائه بدلا من تلك العزلات التي تعيشها اسر المدن حتى بات الجار لا يعرف من خلف جداره من البشر. وفي هذا الحضور ظهرت مشاكل تعدت محيطها اصول الخشوع وصبغة الطمأنية لاداء الشعائر وان كان اداء الفرائض يحد من تلك المشكلات التي سنستعرض جانبا منها في كون الصبي سوف يؤديها مع الجماعة الا ان الاشكال يكمن في صلاة التراويح الخاصة بهذا الشهر فكثير من الابناء لا يستطيع التواصل مع عدد الركعات التي تفوق طاقته فيلجأ الابناء الى اللعب داخل المسجد او في ساحاته بينما ولي امره يؤدي طاعاته فيسبب ذلك اما ازعاجا للمصلين تنتهك معه الصيحات والمطاردات والالعاب الصبيانية الطبيعية التي تحدث عند التقاء قرناء السن مع بعضهم ويتعدى بذلك على حرمة الخشوع الذي يؤمله كل مصل لاستشعار روحانية العبادة ورقي الروح بطهر المكان والموقع والزمان وحال الفريضة واجر جماعة الصفوف مخاطر وفي الوقت الذي يترك فيه الابناء للعب في الساحات المحيطة بالمساجد فقد يتسبب فضول الطفل وحب الاكتشاف في تكسير او تخريب ليس متعمدا وقد يكون كذلك وبعضه يحدث حتى في البيوت نفسها مما ينتج عنه الحاق اضرار بيئية المسجد. وتكمن الخطورة القصوى عندما يتعرض الطفل للضياع او الاختطاف او حتى لحوادث السير وقد شهدت بعض المساجد انواعا من الازعاج او العبث او الضياع اثارت جدلا واسعا بين المصلين والقائمين على شؤون المسجد. وتبقى الحلول الوسطى غائبة وغير قادرة على جمع الحسنات بين التربية ومنع الضرر. من المسؤول يلقي البعض اللوم على ولي الامر اما باجحاف مفرط يتساءل بصيغة استنكارية في احضار الابن واخرى تحمله التوجيه والارشاد للابن باحترام خصوصية المسجد ومن فيه وتعظيما لشعيرة في مقابل وجهات نظر ستشهد بحال النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يصلي ويتسلق السبطان الحسن والحسين رضي الله عنهما ظهره الشريف فلا يرفع حتى يترجلا فضلا عن عطفه صلى الله عليه وسلم الدائم على الاطفال ورحمته بهم وتخفيفه الصلاة عندما سمع طفلا يبكي ومواقف عدة تعتمد عليها في مشروعية احضار الابن لاداء الصلاة جماعة في المسجد. وتبقى الحالة على التعليق دون الوصول الى طرق تأخذ من الحرمان والحضور فوائدها وتتجنب مزالقها حينما ينشئ امام المسجد ركنا خاصا لهم كتشويق للحضور وتفعيل حقيقي لدور المسجد في التربية خارج المسجد يقوم عليه اشخاص بالتناوب من جماعة المسجد يعلمون فيه آداب وآيات وسلوكيات تؤكد تربية المسجد الفاعلة والمغيبة عن مجتمعنا حتى لا تصبح مساجدنا دورا للعبادة فحسب بل للعبادة والتربية والعلم.