البنون زينة الحياة الدنيا وليس فينا - كمسلمين - من لا يتمنى ان يكون ابناؤه خيرة الناس وهذه الاماني ليست مستحيلة اذا ما كنا موضوعيين في التعامل معهم وحسن تربيتهم.. فبامكاننا تحقيق الشيء الكثير مما نتمناه لهم.. لكن يجب ان يكون ذلك وفق معايير محسوبة تدخل في ميزان التربية واصولها وتعلم المبادئ العامة ولاسيما الاسلامية منها والتي تعتبر القاعدة الرئيسية لتربية صالحة. لن يكون موضع حديثنا الآداب العامة فهو موضوع طويل وشائك.. لكن يهمنا هنا الحديث عن تصرف ثلة من الآباء الذين يصرون على اصطحاب اطفالهم دون السابعة الى المسجد دون رقابة او توجيه, مما يؤدي في الغالب الى ازعاج المصلين. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (مروا اولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع). ورغم ان اصطحاب الاطفال الى المساجد لم يمنع منه النبي - صلى الله عليه وسلم - الاطفال فقد خرج مرة وهو حامل امامة بنت ابي العاص - ابنة زينب على عاتقه فصلى فكان اذا قام حملها واذا سجد وضعها كما انه صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ركب الحسن على ظهره فتأخر عليه الصلاة والسلام في السجود فقال الصحابة: يا رسول الله انك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة اطلتها حتى ظننا انه قد حدث امر او انه يوحى اليك. قال: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت ان أعجله). ولم يكن اصطحاب النبي - صلى الله عليه وسلام - للاطفال للمسجد اعتياديا ومستمرا بل كان في بعض الاحيان. واذا نظرنا الى الاحاديث في هذا الباب قلنا ان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يمنع الاطفال لكن هذه الاحاديث الصحيحة يجب ان تحمل على المحامل التي توافق عمومات النصوص فالاحاديث بعضها يسدد بعضا, فنحن نعلم ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى المصلي عن الصلاة بحضرة طعام حتى لا يشغل عن صلاته ويؤثر على خشوعه. فهذه النصوص تدل دلالة واضحة على ان المصلي يشرع له ان يبتعد عن اي شيء يذهب خشوعه. وعلى هذا فحضور الاطفال الى المسجد يجوز لكن لابد من ضبطهم لكي نجمع بين النصوص, فحضور الاطفال ممن اعمارهم بين الخامسة والسابعة مثلا يفيد في تعلم الصلاة, لكن لو ان كل رجل اتى بطفله وترك له العنان ليلعب ويتكلم ويزعج فان الخشوع لا يتوفر للمصلين. ولهذا فاننا لا نمنع حضور الاطفال للمساجد ولكن بشرط الا يكون حضورهم سببا في تضييع الخشوع والاطمئنان للمصلين فالواجب على ولي الطفل ان يضبطه والا فانه من الافضل له وللمصلين الا يحضره الى المسجد. ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات في المساجد وتحدث الفقهاء عن ترتيب صفوف الجماعة فقالوا: يكون الرجال في الصفوف الاولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء. والعلماء يتفقون على ان يكون التجنيب لاطفال من دخول المسجد يكون للاطفال غير المميزين الذين يكثر منهم العبث اما المميزون العقلاء فلا بأس باصطحابهم الى المساجد ومشاركتهم للكبار في الصلاة والعبادة واعمال الخير مع متابعة تنبيههم على المحافظة على آداب المساجد والآداب الاجتماعية بوجه عام. سلطان بن مجري الظهران