عزيزي رئيس التحرير طالعت موضوع (التعامل مع التلاميذ وأثره التربوي) لكاتبه الدكتور علي عبدالعزيز العبدالقادر والذي نشر في عدد (اليوم) رقم 11440 الموافق يوم الأحد 26/8/1425ه. وقد هالني الكم الهائل من المثاليات التربوية التي لا تستوي على أرض الواقع. ولا أدري ما الذي أتى بصورة محللي مباريات كرة القدم في مخيلتي! ربما هي طريقة العرض.. فحين يطالعك مدرب قد استضيف بين الشوطين كمحلل لمجريات مباراة ما يدهشك منه القول! حتى تتمنى لو أنه درب فريقك المفضل الذي كان قد طرده للتو بسبب عدم تحقيقه أي نتائج تذكر معه، وذلك لما يتركه لديك من انطباع بأن مفاتيح الفوز بيديه..!! فدكتورنا الفاضل قد انغمس في مثاليات التعامل وراح يستشهد بأقوال ابن مسكويه وابن خلدون في التربية متخطيا بذلك توجيهات المعلم الأول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حين قال: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). وأنا هنا أقول: على زمن ابن مسكويه وابن خلدون كان تعلم القراءة يتم من الجزء الى الكل، بمعنى أن التلميذ يتعلم الحروف الهجائية أولا ثم يركب منها الكلمات وهو ما يرفضه التربويون اليوم جملة وتفصيلا وأظن د. العبدالقادر منهم حيث يطالبون بتعليم القراءة للتلاميذ بالطريقة الكلية! وعليه فإنه من الانصاف الأخذ بكل ما جاء به من نظريات تربوية ان كنا نؤمن بمبادئهما في التربية.. لا أن ننتقي ما يتوافق وتوجهاتنا فقط وندع ما عدا ذلك.. لأن ذلك كان سيغضبهما حتما لو كانا على قيد الحياة..! ولست بصدد الدعوة لنصب مشنقة في ساحة المدرسة.. وانما من منطلق الحكمة القائلة (لا تكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر). التلاميذ ليسوا سواء في التربية والمزاج.. فالطريقة التي تأتي بنتيجة مع هذا التلميذ قد لاتجدي نفعا مع ذاك. أستاذنا الفاضل د. علي العبدالقادر: ماذا لو أن أحد تلاميذي المشاكسين رشقني بالطباشير؟ وماذا سيكون تصرفي لو أن أحد تلاميذي شتمني! ثم ماذا لو أن أحد تلاميذي ضربني على أم رأسي بالكرسي (كما فعل طالب طريف مع أستاذه!) أرجو ألا يكون الجواب هو أني ضعيف شخصية وإلا لما تجاسر علي هؤلاء الصبية (وبالتالي استحق ما سيجري لي!) (أتعلم يا دكتور علي بأن شخصيتي ستنهار حتما أمام تلاميذي فقط اذا ما أحضر أحدهم جريدة اليوم العدد 11440 كي يلقنني درسا بفن التعامل مع التلاميذ!!) وأخيرا سؤالي لك: ماذا لو تلفظ أحد أبنائك عليك بألفاظ نابية (لا سمح الله)؟ ستقول ان ذلك مستحيل الحدوث! أعلم هذا.. مع أني لست عرافا.. ولكن سمها فراسة ان شئت.. عندها سأقول لك حينما تمنحني تلاميذ قد تربوا في منازلهم على احترام الكبير! فلك أن تملي علي كمعلم الطريقة التي تعجبك في التربية، ان شئت على خطى ابن مسكويه وان شئت على طريقة (ابن نفطويه!) @ سعود الشايع حائل