الإسلام دين الفطرة وجوهر الإنسان رسالات السماء ويحرص على بناء الفرد وتنمية شخصيته السوية، ولعل من أبرز ما يميز التربية الإسلامية العلاقة الإنسانية الصافية التي تصل بين الطالب ومعلمه، فالتلميذ يعتز بأستاذه والمعلم يفخر بتلميذه ويحوطه بعنايته ورعايته واهتمامه، وما أكثر المربين من أسلافنا من أصحاب النظريات والمدارس التربوية والمذاهب التعليمية من أمثال الغزالي الذي يرى أن صناعة التعليم أشرف الصناعات، وابن جماعة وابن عبدالبر وابن خلدون الذي تضمنت مقدمته أفكاراً جديدة في التربية والتعليم، والقابسي وابن سحنون وابن مسكويه وابن سينا وأبو بكر العربي الذي طرح الكثير من آرائه التربوية في كتابه (العواصم من القواصم) وكتاب (سراج المريدين) فهو يرى أن الإنسان إنما يكتسب الفضائل بفضل التربية والتعليم ويرى أن التربية هي الأساس في كل شيء ويركز على أهمية الفضائل الخلقية وتربية النفوس وتقويم الأخلاق. لقد كان رواد التربية الإسلامية يحرصون على الترابط بين المعلم والمتعلم وإخلاص النيّة واحترام المعلم والتواضع والطاعة والاستيعاب والمتابعة وغير ذلك من الصفات الخلقية ومنهج التعليم وأساليبه وروح البحث العلمي.