من فوهة البركان الى اعتلاء القمة تبدل حال النصر، فبعد ان كان الفريق يعاني في السنوات الماضية من الابتعاد عن المنافسة واحتلال مراكز متأخرة في سلم الترتيب، جاء المنقذ الامير فيصل بن تركي الذي اعتلى قمة الهرم الإداري في النادي العالمي، وبدأ يلملم اوراق البيت الأصفر المبعثرة هنا وهناك حتى نجح في لم الشمل النصراوي، واعاد ترتيب الامور من جديد، وبدأ الفريق رويداً رويداً يجني ثمار ما زرعه كحيلان في أربعة مواسم ماضية. وأولى هذه الثمار كأس ولي العهد الذي توج النصر به بعد ان طالت سنوات البعد بينه وبين البطولة الغالية والتي امتدت 40 عاماً، وبات الفريق على ابواب التتويج بلقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ 19 عاماً. كل شيء في النصر هذا الموسم مختلف تماماً عما كان عليه سابقا، وتحديداً قبل تولي الامير فيصل بن تركي سدة الحكم في النادي الأصفر، فالأمير بدأ ثورة التصحيح النصراوية بلم شمل اعضاء الشرف الذين دعموا الفريق بكل ما أوتي من قوة دونما اهتمام بالترزز في الفضائيات، فلم يكن الظهور في وسائل الاعلام او اظهار ما يقدمونه من دعم للفريق، سواء كان هذا الدعم ماديا او معنويا شغلهم الشاغل، بل التفوا حول هدف واحد، الا وهو عودة الكيان النصراوي لوضعه الطبيعي، والذي يعد أحد طرفي معادلة الكرة السعودية، وبدونه لا تكتمل تلك المعادلة. كل شيء في النصر هذا الموسم مختلف تماماً عما كان عليه سابقا، وتحديداً قبل تولي الامير فيصل بن تركي سدة الحكم في النادي الأصفر، فالأمير بدأ ثورة التصحيح النصراوية بلم شمل اعضاء الشرف الذين دعموا الفريق بكل ما أوتي من قوةوبالرغم من حالة انكار الذات التي عليها شرفيو النصر، الا ان الامير فيصل بن تركي، ومن باب احقاق الحق، وايضاً تثميناً منه للدور الذي يلعبه الشرفيون خلف الكواليس، يصر على الاشادة والثناء على اعضاء الشرف في كل احاديثه الصحفية والتلفزيونية، وهذا ايضاً نوع من انكار الذات، واعادة الفضل لاصحابه. ولعل احد اسباب عودة النصر اختفاء النرجسية وتغيير لغة الخطاب الاعلامي النصراوي وعدم الانشغال بالغير، وبالرغم من محاولة الاعلاميين الزج باسم الهلال في اي تصريح للرئيس النصراوي سواء بمناسبة أو غير مناسبة الا انه كحيلان كان فطناً لمثل تلك الامور ولم يرغب في الدخول في اي معترك جانبي قد يعطل مسيرة الفريق النصراوي، او يعرقل الخطط التي وضعها من اجل الوصول للقمة. الشيء المختلف في النصر هذا الموسم هو الجمهور الذي شكل لوحة ابداعية في المدرجات في شتى ملاعب المملكة، فالنصر اينما حل او رحل يجد نفسه محاطاً بجماهيره وكأن هناك تنافسا بين جماهيره لاثبات انها الاكثر في كل منطقة يلعب فيها النصر، وهذا التنافس الحميد لم نعتد عليه في ملاعبنا، ان تتنافس جماهير الفريق الواحد فيما بينها كي تثبت انها الاكثر في منطقتها أمر جديد لم نعتد عليه! كما ان الاستقرار الفني لعب دوره ايضا في عودة النصر من فوهة البركان الى اعتلاء القمة. اخيراً أكاد اجزم انه لن يكون بمقدور أحد ان يعطل محركات قطار النصر او ان يحيده عن القضبان بعد ما عاد لسكة الانتصارات. [email protected]