كشفت دراسات قامت بها وزارة التخطيط في المملكة ان نسبة 55% بالمائة من المواطنين يملكون منازل خاصة بهم، الامر الذي اصبح تملك سكن خاص مطمحا لكل شاب ولكل رب أسرة. وجهدت القطاعات المعنية في الدولة منذ السبعينات الهجرية تجاه توفير السكن الملائم للمواطن، وتضمنت برامج الاسكان الحكومي منح المواطن قطعة الارض ثم اعطائه قرضا عقاريا لمساعدته في البناء، ثم تقوم البلدية بتطوير موقع الارض وتوفير الخدمات الضرورية له. وبسبب ارتفاع اعداد السكان المتزايدة والهجرة المتزايدة الى المدن الرئيسية، وتقلص الموارد الحكومية المتوافرة، فان هذا الطرح لم يعد يفي بالمتطلبات الفعلية للاسكان اليوم، فالارض لا تخصص الا بعد سنوات طويلة، ثم يواجه المواطن قوائم انتظار طويلة جدا للحصول على القرض، ثم ينتظر سنوات لايصال الخدمات الاساسية الى موقعه، ثم بعد ذلك يكتشف انه قد بنى سكنا كبيرا لا يستطيع مواجهة مصاريفه التشغيلية، اضافة لتكاليف اخرى مثل سداد قيمة (القرض)، وتكاليف البناء، فتكاليف بناء المساكن ارتفعت ارتفاعا كبيرا مما شكل معه عائقا امام رب الاسرة او الشاب المقبل على تكوين اسرة،كما تلعب الثقافة العقارية دورا كذلك في تكوين فكرة خاطئة بان المساكن يجب ان تصمم على مساحات كبيرة، وان يكون مزودا بالخدمات المتكاملة وبملاحق وحدائق وكراجات للسيارات، وغيرها مما يجعل المشكلة تتفاقم ويصعب امكانية امتلاك المسكن الملائم ويؤصل فكرة الايجار الدائم، الذي يمثل مصدر قلق دائم للاسرة، وعدم استقرار وعدم الشعور بالامان، ويزيد من الضغوط على رب الاسرة. كما شهدت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية تغيرات سكانية سريعة وتعد المملكة من اعلى الدول على المستوى العالمي في معدلات النمو السكاني حيث تشير نشرة مؤسسة التنمية الدولية لعام 2002م التي تصدر من البنك الدولي ان معدل نمو السكان السنوي في المملكة 2000-2015 من المتوقع ان يبلغ 9.2% وهو اعلى من المعدلات العالمية التي تبلغ 1.1% ومن المتوقع ان يبلغ سكان المملكة في العام 2015م 13.2 مليون نسمة مقارنة به 7.20 مليون نسمة في العام 2000 بزيادة قدرها 65% تقريبا وبالنظر الى التركيبة الديموغرافية للسكان في المملكة نجد ان نسبة من هم ضمن العمر من 0-14 في عام 2000م هو 9.42 بالمائة من اجمالي السكان، ومن هم في العمر من 64-15 تبلغ نسبتهم 1.54 بالمائة ونجد ان نسبة الولادة مرتفعة بالمملكة حيث تبلغ 33 لكل الف نسمة وهي اكثر من المعدل العالمي الذي يبلغ 22 لكل الف نسمة وذلك يعود الى تحسين الخدمات الصحية المقدمة وارتفاع معدلات الوعي البيئي والصحي لدى السكان السعوديين، وهذا يترجم الى معدلات مرتفعة في القوى العاملة وارتفاع الطلب على المسكن والسلع وتشير الدراسات ان الهجرة الى المناطق الثلاث مثل مكة، الرياض، والشرقية يتوقع ان تصل الى 8% في العقد القادم، وكشفت دراسات مسحية اجرتها الوزارة على جميع المدن والقرى في البلاد ان مجمل عدد الاسر المواطنة والمقيمة على الاراضي السعودية يبلغ نحو 3.4 مليون اسرة منها 1.20 مليون اسرة تسكن في فلل خاصة و 693 الفا في مساكن شعبية و 311 الف اسرة تقيم في دور في فلل او منازل، ونحو 1.1 مليون في شقق وسجلت ذات الدراسة منطقة مكةالمكرمة كأعلى نسبة في معدل امتلاك المنازل بنحو 383 الف منزل و 526 الف منزل مستأجر، موزعة على 383.7 الف فيلا و66.7 الف منزل شعبي و 43.8 الف دور في فيلا و429 الف شقة، تليها في التملك والايجار اسر منطقة الرياض ب381.265 الف على التوالي، موزعة على 94 الف فيلا، 243 الف منزل شعبي، و128 الف دور في فيلا او منزل، و221 الف شقة. ونوهت الدراسة الى ان سكان منطقة الجوف حلوا في صدارة المناطق من حيث متوسط عدد افراد الاسرة الواحدة المقيمة في منزل ملك ب9.9 فرد للعائلة. وتشير تلك الدراسات ان المملكة في تزايد سكاني كبير اضافة الى الهجرة من القرى الى المناطق المتحضرة، كل هذه ساعدت في الكثافة السكانية في المدن الثلاث.