توقعت دراسة حديثة لهيئة تطوير مدينة الرياض ان يكون متوسط الطلب السنوي على المساكن في مدينة الرياض خلال ال 25 سنة المقبلة نحو 40 الف وحدة سكنية. واستندت هذه الدراسات الى الزيادة المتوقعة في عدد سكان المدينة التي تشير الى مضاعفته في العام 1442ه ليصل الى 17 مليون نسمة، فيما سيتضاعف عدد الاسر ثلاث مرات وذلك بسبب الاتجاه الى تكوين الاسرة المفردة بشكل اكبر من تكوين الاسرة الممتدة، كما بينت الدراسات ان التركيبة السكانية للمدينة سيهيمن عليها لمدة طويلة الشباب والاشخاص الذين هم في بداية تشكيل عائلات جديدة وذلك نسبة الى الهرم السكاني الذي يبين الحجم الكبير للفئات العمرية الصغيرة تحت سن العشرين. ووفقا لاحصاءات الهيئة فان اجمالي عدد الاسر المقيمة في الرياض بلغ 720 الف اسرة في العام الماضي 1424ه وزادت اعداد الاسر خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 74 بالمائة حيث كان للدعم الحكومي لقطاع الاسكان خلال العقدين الماضيين الاثر الكبير في ارتفاع نسبة تملك الاسر وتلافي نقص الوحدات السكنية، بل صاحب تلك المدة توافر فائض في الوحدات السكنية بالمدينة بلغ 31 بالمائة في عام 1407ه مما شكل مخزونا استراتيجيا ساهم في استيعاب التزايد الكبير في اعداد الاسر حيث اخذ نتيجة لذلك في الانخفاض ليصبح 3 فقط في الوقت الحاضر وهذا يمثل الحد الادنى لمستوى المرونة لسوق الاسكان. بينما أشارت دراسات الهيئة الى ان نسبة الاسر التي تمتلك مسكنها الخاص تبلغ 67 بالمائة بينت دراسة قامت بها الهيئة حول مقدرة السكان المالية في تلك المساكن من الدخل المتاح من الاجور والرواتب فقط ان نسبة الاسر السعودية القادرة على تملك مسكن بدون تقديم اي شكل من اشكال الدعم بلغت 20 بالمائة فقط في حين بلغت النسبة في حال منحه قرضا تمويليا وقطعة ارض 88 بالمائة. وفيما يتعلق بالطلب على المسكن فقد اظهرت الاحصائيات ان نسبة 32 بالمائة من الاسر السعودية تسكن في وحدات سكنية مستأجرة، حيث تمثل هذه الفئة بالاضافة الى الاسر التي تعيش ضمن اسر ممتدة والاسر المتوقع تكوينها حديثا القوة الشرائية الجديدة المؤثرة على الطلب في سوق الاسكان متى ما توافرت لها الامكانات المالية او التمويل المناسب وقد وجد ضمن الاسر السعودية المستأجرة ان 43 بالمائة منها تسكن في الوحدات السكنية من نوع فيلات بينما تسكن 31 بالمائة من الاسر في الشقق السكنية و23 بالمائة منها في مساكن شعبية. ومن المعروف ان مدينة الرياض تعد احدى اسرع المدن نموا في العالم حيث وصل معدل النمو السنوي للسكان 8 بالمائة سنويا ويقترب عدد سكانها حاليا من 5 ملايين نسمة وقد نشأ ذلك بالاضافة الى معدلات الزيادة الطبيعية الى عامل الهجرة المتزايدة الى المدينة لاسباب متعددة من ابرزها البحث عن فرص عمل، حيث يشكل هذا العامل 73 بالمائة ويليه الرغبة في اكمال التعليم. ومما يذكر ان الاسكان الحالي في مدينة الرياض يعكس التغيرات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية والحضارية التي تعرضت لها المدينة خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث بدأت التحولات الكبيرة منذ التسعينات الهجرية ابتداء من تغيير النمط السكني من التقليدي الى الشعبي ثم الى الشقق والفلل وصولا في السنوات الاخيرة الى الفلل الحديثة المنفصلة ساهم في نموها وبشكل كبير توجهات قوى السوق وبرامج الاسكان الحكومية والخاصة.