@ مشكلة الأيتام ليست فيهم، وليس لأنهم بلا أب او ام او كلا الوالدين، مشكلة الايتام هي المجتمع نفسه. فالمجتمع - ورغم انه مجتمع مسلم - الا ان معاملات الكثير من افراده، لاتمت للإسلام بصلة ، فهم ينظرون للأيتام على انهم ناقصو انسانية أو شرعية، وينظرون لهم نظرة دونية تتعلق بماضي آبائهم المعروفين او غير المعروفين وينعتونهم بألقاب تتبرأ منها حتى الحيوانات مثل (لقيط، ابن حرام، ملعون، ابن زنا). @ ولكن هؤلاء الايتام لا ذنب لهم ولا يمكن ان نحملهم وزر غيرهم حتى لو كانوا آباءهم ذلك ان الله جل وعلا يقول في كتابه الكريم (.... ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى...) الانعام 164. @ ومع ذلك فإن الكثير من الناس يعاملونهم كمتهمين طوال حياتهم وعلى جريمة لم يقترفوها.. وحين يتحول بعض الايتام للعدوانية او الانحراف بسبب سوء المعاملة والاتجاهات السلبية نحوهم، فالمسئول الحقيقي عن ذلك هو المجتمع الذي حملهم ما لا يطيقون.. وهذا حكم بشري يتنافى مع اصول الحكم الإلهي الذي يأخذ كل شخص بجريرته. ألا يكفي هؤلاء انهم يأتون الى الدنيا دون ان يفرح بهم احد، ولا يجدون من يكبر ويؤذن في آذانهم، ولا يجدون من ينادونه أمي، وأبي، وعمي وعمتي، وخالي وخالتي، وجدي وجدتي. ألا يكفي هؤلاء انهم لايجدون من يضمهم الى صدورهم ويقبلهم بحب وحنان ويحضنهم، ثم يأتي بعض الناس بكل نقائصهم وعيوبهم وامراضهم ليسقطوها على ظهور هؤلاء الأبرياء. اتقوا الله في هؤلاء.. آلامهم أنتم.. أحزانهم أنتم.. دموعهم أنتم.. كفوا أذاكم عنهم...