يعتبر نور الدين الصايل رئيس المركز السينمائي المغربي من أبرز الوجوه الفاعلة في الحقل السينمائي المغربي، اشتهر في بداياته بتقديم برنامج "الفن السابع" بالتلفزيون المغربي، ليشد الرحال فيما بعد إلى فرنسا حيث أشرف على قسم الدراما بقناة "كنال بلوس هوريزون" (قناة الأفق)، ليعود إلى المغرب حيث نصب مديرا عاما للقناة التليفزيونية المغربية الثانية "دوزيم" حيث شهدت عهده ازدياد عدد الأفلام التي شاركت القناة في إنتاجها، بالإضافة إلى انتاجات غير مسبوقة للأفلام التليفزيونية، قبل أن يغادر القناة العام الماضي حيث نصب على رأس المركز السينمائي المغربي. "اليوم" التقت به على هامش المهرجان وأجرت معه المقابلة التالية: @ لماذا مهرجان خاص بالفيلم القصير؟ ولماذا في طنجة بالذات؟ أولا لابد من التذكير بأن فكرة المهرجان تعود للشاعر محمد الأشعري وزير الثقافة قبل ثلاث سنوات، حيث تلقيت الدعوة للمشاركة في اللجنة الاولى للبحث في إمكانية تحقق مثل هذا المهرجان. وهكذا وجدنا أن فكرة تأسيس مهرجان للفيلم القصير فكرة مهمة وممتعة. وقد تم اختيار طنجة لأنها ببساطة من أهم المدن المتوسطية التي مازالت تحافظ على نكهتها المتوسطية. @ العديدون يتساءلون عن الفرق بين الأفلام القصيرة والطويلة، ما الفرق بينهما؟ ببساطة، كما نعرف سباق 100 متر و 10آلاف متر في ألعاب القوى، إذن فالأمر يتعلق هنا في بمسافتين وبنمطين للتعبير. @ هل هناك نية للمركز السينمائي لتشجيع الفيلم القصير؟ لقد انطلق المركز السينمائي المغربي منذ مدة في تشجيع الفيلم القصير، فكل شركات الإنتاج السينمائي في المغرب مطالبة بصفة إجبارية بإنتاج ثلاثة أفلام قصيرة سنويا، و إذا علمنا أن هناك 15 شركة إنتاج فإننا سنحصل في نهاية كل سنة على حوالي 50 شريطا قصيرا. إضافة إلى ذلك فان الأشخاص الذين لن يتوفروا على منتجين وليست لهم الإمكانيات المادية يمكن للمركز السينمائي عند دراسة مشاريعهم أن يبادر كمؤسسة عمومية إلى إنتاج أعمالهم الأولى. @ بالعودة للمهرجان، ما أبرز الأعمال التي لاقت انتباهكم في الدورة الثانية؟ كثيرة هي تلك الأفلام، لقد أعجبت بفيلم يوناني حول ذلك البحار الذي ظل يبحث عن انطلاقة حقيقية له، وقد وجدت انه في الحقيقة فيلم يشبه جملة فضلت عدم التوقف عند نقطة نهاية، وإنما عند بداية جديدة. جمالية هذا الفيلم تزداد تألقا عندما نعلم انه من إخراج امرأة وبالأبيض والأسود. وما أثارني كذلك أن اللغة السينمائية كانت محترمة. بالإضافة إلى ذلك الفيلم أثارني الفيلم المغربي (لا هنا ولا لهيه) حيث واكبنا الطريقة التي أدار بها المخرج المغربي الشاب رشيد بوتونس الممثل العالمي حميدو بن مسعود وهو ممثل صعب المراس بالنظر إلى الأعمال التي شارك فيها على امتداد 4 عقود سواء في الأفلام الأوروبية أو الأمريكية في هوليود.. @ ما تقييمكم للمهرجان في دورته الثانية؟ المهرجان كان فرصة للتلاقي، وكان بمثابة فسيفساء على غرار الفسيفساء المتوسطية حيث اطلعنا على أعمال بها درجة كبيرة من التنوع. بالنسبة لي كان الأمر رائعا، خاصة تلك الندوة التي جمعت سينمائيين ونقادا وإعلاميين يتناقشون فيما بينهم إلى ساعات متأخرة، كل هذا جعل المهرجان حدثا سينمائيا ناجحا. @ ما الذي تعدوننا به خلال الدورة الثالثة للمهرجان؟ ما يمكنني قوله أن الدورة الثالثة من المهرجان السينمائي الدولي للفيلم القصير بطنجة ستنظم في موعدها، ومن الأكيد أنها ستكون أحسن من سابقتيها الدورتين الأولى والثانية.