أن مرشحي الرئاسة، الرئيس جورج بوش والسيناتور جون كيري، مكملان لبعضهما البعض. الدليل إن كيري يتردد في اتخاذ القرارات بينما بوش يبادر إلى اتخاذها بسرعة، كيري يبدل في آرائه بشكل مستمر بينما يكاد بوش لا يرجع عن كلمة قالها أو عن قرار اتخذه. لا يبدو أن المرشح الديموقراطي لا يملك فكرة جوهرية يتحرك لتنفيذها بينما يفرط في الحديث عن التفاصيل على عكس منافسه الجمهوري الذي يملك أهدافا واضحة يسعى لتحقيقها لكن يفتقر إلى المنهجية الواضحة. أن المناظرة الرئاسية الأخيرة لم تكن مجرد صدام بين أيديولوجيتين أو ثقافتين مختلفتين، بل كانت صراعا بين عقليتين مختلفتين بالكامل. إن القارئ سيلامس الحقيقة أكثر إن هو حدد الأمور بالشكل التالي: كيري يفكر بطريقة عقلانية ويتكلم كمدير أو مهندس حين يتحدث عن كيفية تحقيق الأهداف. بينما ينطلق بوش من خلفية أخلاقية في معالجته للقضايا المختلفة، تجده يتحدث دوما عن التحديات الأخلاقية التي تواجه الولاياتالمتحدة وعن شحن الروح القومية اللازمة لمحاربة الأعداء. وأنه من الملاحظ أن النفس العلماني يقل في خطاب بوش عن ذلك الذي في خطاب كيري. اما عن أجواء المناظرة فان كيري تميز بتقديم الخطط والحلول والاقتراحات، بينما كانت الصرامة والعواطف الجياشة من أهم سمات خطاب بوش. المهم أن العراق الحر يعد تحديا للتطرف في قلب العالم العربي وهو بذلك جبهة رئيسية في الحرب على الإرهاب. بينما يحصر كيري العدو بأسامة بن لادن وشبكته القاعدة. اما سبب ميل نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة لصالح بوش فترجع إلى طبيعة النزعة الدينية والأخلاقية لدى غالبية الأميركيين والتي تتفق مع خطاب بوش الانتخابي.