توصل حزب الشعب الكمبودي الذي يتزعمه رئيس الوزراء هون سين والحزب الملكي بقيادة الامير نورودوم راناريد امس الى اتفاق يسمح بتشكيل حكومة ائتلاف في كمبوديا في ختام ازمة سياسية استمرت احد عشر شهرا. ووقع الجانبان في مراسم اقيمت في مجلس الشيوخ وبثها التلفزيون مباشرة، ميثاق الحكومة الذي يقضي بتمديد التحالف بينهما للمرة الثالثة منذ 1993 . ووقع الاتفاق رئيس حزب الشعب شيا سيم ونائبه هون سين وامينه العام ساي شوم مع رئيس الحزب الملكي نورودوم راناريد وامينه العام نورودوم سيريفود، بحضور مئة من المسؤولين والدبلوماسيين. وينص الاتفاق على ان"الجانبين اتفقا على تشكيل حكومة ائتلاف على اساس دعوة وقرار ملك كمبوديا رمز الامة والمصالحة والتفاهم والتوافق الوطني". وقرر الجانبان ان يتولى هون سين الذي يهيمن على الحياة السياسية في كمبوديا منذ عشرين عاما، رئاسة الحكومة من جديد ويعود نورودوم راناريد الى منصبه على راس الجمعية الوطنية. كما اتفقا على ان يشغل حزب الشعب ستين بالمئة من مقاعد الحكومة التي ستتولى مهامها في منتصف تموز/يوليو، مقابل اربعين بالمئة للحزب الملكي. ويتضمن الاتفاق للمرة الالى برنامجا سياسيا يعدد اولويات الحكومة. وكان حزب الشعب الكمبودي فاز في 27 تموز/يوليو من العام الماضي في الانتخابات لكنه لم يحصل على ثلثي الاصوات الحد المطلوب لتشكيل حكومة بمفرده وكان عليه العثور على شريك للتحالف، كما لم يتمكن من اعادة تشكيل ائتلافه المعهود مع الحزب الملكي الذي تحالف مع حزب سام رينسي المعارض مستبعدا تولي هون سين رئاسة اي حكومة مقبلة وهو شرط رفضه حزب الشعب. وقد تركزت الحياة السياسية في كمبوديا منذ احد عشر شهرا على مفاوضات شاقة ومناورات ومشاورات في الكواليس لتشكيل الحكومة، وسط قلق السكان والدول المانحة للمملكة.