الحمد لله الذي أمرنا بشكر النعم، ووعد الشاكرين بمزيد من فضله. صلى الله وبارك على خير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه الى يوم الدين. وبعد، فإن من دواعي سرورنا أن نشارك جريدة اليوم الغراء وقارئها الكريم الحديث عن اليوم الوطني للشقيقة المملكة العربية السعودية. هذا البلد المضياف الشقيق لبلادنا والذي تربطنا به وشائج الإخوة ووحدة الهدف والمصير. فالدين واللغة والأرض والأهداف السامية كلها تؤكد وتؤصل أواصر الاخوة بين شعبي بلدينا منذ القدم وأبدا بإذن الله. في البداية أتوجه بالشكر الجزيل والتهنئة الخالصة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني المجيد لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني لمجلس الوزراء - حفظهم الله جميعا - اصالة عن نفسي وباسم قيادة وشعب سلطنة عمان، شقيقة المملكة في العروبة والاسلام ودول مجلس التعاون الخليجي وكل ما يجمعنا مؤكدا هذه الاخوة موثقا لها. لن ننسى ونحن نحتفل بهذا اليوم المجيد ان بلادنا العربية ومنطقة الشرق الاوسط كلها والدول الاسلامية الشقيقة تتعرض لهجمة شرسة من قوى عالمية تعمل جاهدة لفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم ونهب ثرواته ومقدراته. لذا فان علينا ان نؤكد ان هذا الاحتفال انما هو وقفة تأمل وتفكر في ما يجري من احداث حولنا وما يبيت لنا من نوايا ولبلادنا من استهداف بحيث يدفعنا ذلك الى التمسك بالوحدة والتكامل واعداد كل قوانا في وجه الاعداء، ولنا في كل ما يحدث الآن من حروب ودمار وقتل في امتنا وابنائنا عظة وعبرة يجب الاستفادة منها وتحاشي وقوعها في اماكن اخرى من بلادنا. فأعداؤنا يرصدون كل حركة وسكنة في بلادنا ويستغلون كل خلاف مهما صغر بين قادتنا وشعوبنا، لهذا فوحدتنا وتماسكنا وتعاوننا هي الطريقة الوحيدة لدحرهم ورد كيدهم وشرورهم. ان الوقفة الصلبة التي وقفتها المملكة - يسندها كل اشقائها - في وجه قوى الظلام والارهاب انما هي مؤشر بين على تعاون وتلاحم الشعب وقوى الامن السعودية، حيث استطاعت الحكومة نتيجة لهذا التلاحم ان توقف كثيرا من المخططات الارهابية، بجانب الجهود المستمرة لتنوير المخدوعين والمغرر بهم من الشباب، واتباع سياسة متسامحة لمن يعود منهم الى طريق الصواب. ولا يمكن ان يفوت المراقب ان يرى الايادي الشريرة التي تحرك هؤلاء المخدوعين، والتي استطاعت المملكة بسياساتها الراشدة ان تحد من شرورها وتكف اذاها عن المواطنين الآمنين، وان تعيد الكثيرين الى جادة الصواب. لقد شهدت المملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود تطورات كبرى. شملت التنمية كل اوجه الحياة فيها وتم اكمال البنية التحتية في جميع ارجاء المملكة بجانب تطور وبناء الانسان حتى اصبحت من الدول القلائل المتقدمة في العالم الثالث. ولاشك في ان هذه النهضة التي تمت قد اعطتها موقعا دوليا متميزا ومؤثرا في الاحداث العالمية. واصبح دور المملكة متعاظما في كل المحافل الدولية والاقليمية، وصار لديها الثقل السياسي المؤثر في هذه المنظمات. لهذا فالمملكة تتبع سياسة متوازنة في تعاملاتها الدولية مما مكنها من المحافظة على مصالحها ومصالح الآخرين ذوي العلاقة. وان جاز لنا ان نذكر ما تقوم به قيادة المملكة الرشيدة من جهود عظيمة لراحة حجاج بيت الله الحرام ومعتمريه وزائريه فهي تقوم ايضا بمساعدة ودعم المسلمين في جميع انحاء العالم، وقد بذلت الكثير من المال والجهد في اقامة وتشييد المؤسسات الاسلامية في العالم، كما سعت وتسعى دائما الى نشر المصحف الشريف وايصاله الى كل بقعة من المعمورة، بجانب كل ذلك فهي تقدم المساعدات الكريمة لكل مناطق الكوارث والنوازل التي تحدث للمسلمين ولغير المسلمين في كل مكان. نهنئ مرة اخرى قيادة وشعب المملكة الشقيقة ونتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم، ونأمل أن تنعم المملكة بالسلام والأمن لتؤدي دورها كاملا تجاه اشقائها واصدقائها في العالم. *سفير سلطنة عمان بالرياض