عباقرة التاريخ الذين سطروا سيرهم بمداد من الذهب، لتصبح اعمالهم خالدة في التاريخ، وذكراهم باقية في كل الازمان والاجيال، والتاريخ البشري يسجل بكل فخر رجلا وحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه صقر الجزيرة العربية وبانيها، الذي استطاع بتوفيق الله وبقوة ايمانه، وبعزيمة الرجال الابطال ان يجمع شتات القبائل المتحاربة المتناحرة في وحدة متماسكة قوية، تعيش في امن وامان وسلام، وفي وطن واحد حيث استطاع الملك عبدالعزيز يرحمه الله ان يرسي ملكا يقوم على اساس كلمة التوحيد الخالصة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويرفع كلمة التوحيد عالية خفاقة. ونحن في المملكة العربية السعودية نعيش ذكرى اليوم الوطني الذي يصادف يوم الخميس التاسع من شعبان هذه الذكرى ال (74) التاريخية التي نتذكر من خلالها ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. ان المتتبع لقصة وحياة وجهاد الملك عبدالعزيز الذي ولد في الرياض عام 1293ه يجد انها تعتبر ملحمة تاريخية، وقصة كفاح فريدة واسطورية، يتخللها فصول متعددة، نسج احداثها الاولى في منطقة نجد قلب الجزيرة العربية ومن ثم امتدت الى اطرافها وقد بدأت هذه الملحمة التاريخية بفتح الرياض في 5 شوال عام 1319ه ويعتبر هذا الحدث التاريخي الابرز في حياة المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي قدم من الكويت على رأس قوة قوامها (40) رجلا استطاعت هذه القوة بقيادة الملك عبدالعزيز فتح الرياض، وبعدها انطلق المؤسس ورجاله لتوحيد بقية اجزاء الوطن وتولى ابناؤه البررة حمل الراية من بعده وبناء الوطن ورفعة مجده. وفي 21 شعبان عام 1402ه بايعت الاسرة المالكة والشعب السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز ملكا على البلاد، للمملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تحقق العديد من الانجازات سواء على المستوى الداخلي او الخارجي. ومن ابرز الاصلاحات تلك النقلة النوعية التي طرأت على اسلوب الحكم في البلاد وجعلت التشكيلات للسلطتين التنفيذية والتنظيمية في الدولة، للاستفادة من الكفاءات الوطنية، ومن ذلك اصدار اربعة انظمة جديدة هي: النظام الاساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، ونظام مجلس الوزراء. وفي مجال خدمة الحرمين الشريفين اولى الملك فهد حفظه الله اهتماما كبيرا بخدمة الحرمين الشريفين، وكانت اكبر توسعة يشهدها الحرمان الشريفان في تاريخهما، حيث زادت التوسعة لمساحة المسجد الحرام من 193 الف متر مربع الى 350 الف متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من 410 آلاف مصل الى 773 الف مصل، كما زادت مشاريع التوسعة لمساحة المسجد النبوي الشريف من 500ر16 متر مربع الى 500ر165 متر مربع مما رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد من 28 الف مصل الى 700 الف مصل. وكلنا يرى توجه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني الى خدمة ورفاهية المواطن حيث اعلن سمو سيدي ولي العهد تخصيص ما قيمته (41) مليار ريال من فائض الميزانية للمشاريع الخيرية والتنموية تضمنت دعم قطاع التعليم الفني والتدريب التقني، وكذلك زيادة الطاقة الاستيعابية وتطويرها وفقا لاحتياجات سوق العمل السعودي، حيث ان هذه المشاريع في غاية الاهمية وبخاصة زيادة الطاقة المالية لصندوق التنمية العقارية وبنك التسليف السعودي لتمويل المشاريع الانتاجية للشباب الجاد والطموح. ويأتي هذا الدعم تتابعا لما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. وقد ركزت الدولة حفظها الله على الاهتمام بالشباب والخريجين حيث وفرت الدولة فرص العمل للمواطنين في القطاعين العام والخاص، وكذلك الحد من العمالة الوافدة، حيث تم ربط استقدام هذه العمالة وتواجدها بالاحتياج الفعلي لسوق العمل السعودي، وقد قامت وزارة العمل باصدار تعليمات بقصر بعض الانشطة والمهن والوظائف على السعوديين، فيما يسمى ب(السعودة) كما ركزت الوزارة في هذا العام على التدريب حيث بدأت مكاتب العمل في جميع مناطق المملكة بالتعاون مع التعليم الفني والتدريب المهني بتحويل طالبي العمل الى جهات تدريبية بالقطاع الخاص من اجل اكتسابهم الخبرة والمعرفة وسيكون بمشيئة الله تعالى للزيادة في الميزانية لهذا العام مردودة الايجابي على زيادة التدريب والتوظيف في القطاع الخاص وتنمية وتطوير القوى العاملة السعودية. @ وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية