يهتم التاريخ بتسجيل الوقائع والاحداث ومواقعها واوقاتها لاهميتها للدول التي تشهدها, وتتفاوت هذه الاهمية حسب درجة ومستوى ايجابية تأثيرها على مجتمعات هذه الدول, وتكون ذكرى خالدة ومشرفة في تاريخها, تعتز بها على مرور الازمان وتفاخر بها عبر التاريخ. وقد سجل التاريخ للمملكة العربية السعودية اعظم مفخرة واعظم مجد في تاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الاسلامي في القرن العشرين على يد واحد من اعظم القادة في العالم المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - من خلال الملحمة التاريخية التي ظلت ولا تزال مكان مفخرة واعتزاز قادة هذا الوطن وشعبه عندما عمل - يرحمه الله - على توحيد هذا الكيان بعد كفاح طويل وجهاد في سبيل الله استطاع من خلاله القائد المؤسس ان يجمع شتات هذه الامة تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تحتكم الى كتاب الله وسنة نبيه تجتمع كلمتها ويتوحد رأيها ويسودها الامن والاستقرار بعد ان كانت تعيش حالة من الفوضى والاضطرابات والقتل والنهب والسلب وتنوع المذاهب والعقائد. وتحقق لهذه الامة ما لم يكن يتحقق لولا ان من الله عليها بهذا القائد الفذ الذي بقي اسمه محفورا في ذاكرة التاريخ, هذا القائد الذي سخر كل امكاناته لاعلاء شأن الدين والمجتمع والدولة وثبت الدعائم ليأتي من بعده ابناؤه البررة يكملون المسيرة ويشيدون البناء محافظين على اسسه وقواعده التي ارساها المؤسس - يرحمه الله - ويحققون احلامه وطموحاته في دفع عجلة التنمية الى اعلى المستويات. ومنذئذ والمملكة العربية السعودية قادة وشعبا تحتفل كل عام بذكرى اليوم الوطني - يوم التوحيد - الذي يصادف الاول من برج الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر. لقد دأب قادة هذا البلد الاوفياء بعد وفاة والدهم المؤسس - طيب الله ثراه - على بذل الجهود الجبارة للمحافظة على سمعة المملكة ومكانتها الاسلامية وخدمة الدين والاراضي المقدسة التي تتشرف بخدمتها لاستقبال المسلمين من مشارق الارض ومغاربها يؤدون مناسكهم في امن وامان ويسر وسهولة, بالاضافة الى ما يبذلونه في دفع عجلة التنمية والتقدم للوطن والمواطن في مجالات الحياة التي تظهر في كل عام بوجه متطور عن العام الذي سبقه وتطور في الخدمات والمرافق التي يهنأ بها المواطن والمقيم والزائر ويكللها الامن والاستقرار الذي ينعم به المجتمع. ان قادة هذا البلد يبذلون كل هذه الجهود في الوقت الذي يتصدون لكل الزوابع والعواصف الوهمية التي يحاول اصحابها زعزعة الامن والاستقرار. وها هي المملكة اليوم تجدد الذكرى ذكرى الفخر والاعتزاز وهي تحتفل بيومها الوطني في الذكرى الرابعة والسبعين لتوحيد هذا الكيان يوم وطني تشهد فيه البلاد زيادة وقوة في الترابط بين القيادة والشعب وهم يقفون في صف واحد متماسك لاعلاء كلمة الحق على الرغم من العواصف الوهمية والمحاولات الفاشلة التي يقف وراءها فئة ضالة خرجت عن الدين والطريق الصحيح تحاول زعزعة امن هذا الوطن واستقراره, عميت قلوبهم وجثم على عقولهم الشيطان وتناسوا انهم امام جبل شامخ مهما قويت ريحهم وعواصفهم فلن تستطيع ان تهزه لان اساسه التوحيد, وقادته عاهدوا الله عز وجل على حمايته والذود عنه بالغالي والنفيس ولن تنجح محاولاتهم مهما بلغت. وبهذه المناسبة يشرفني - باسمي ونيابة عن منسوبي الامن العام في المنطقة الشرقية - ان ارفع اسمى آيات التهنئة الى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين والحكومة الرشيدة, وادعو المولى عز وجل ان يحمي هذا الوطن من كل سوء وان يديم عليه امنه واستقراره.. انه سميع مجيب. @ مدير شرطة المنطقة الشرقية