استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في الديوان الملكي بقصر السلام امس سماحة مفتي عام المملكة ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ يرافقه معالى أمين عام الرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وأعضاء المجلس التأسيسي للرابطة الذين اختتموا يوم أمس الأول أعمال دورة المجلس الثامنة والثلاثين بمقر الامانة العامة للرابطة بمكة المكرمة. وفي بداية الاستقبال القى سماحة مفتى عام المملكة رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العام الاسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة أعرب فيها عن شكر الجميع لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تبذله من جهود لدعم رابطة العالم الاسلامي منذ انشائها وحتى اليوم. وأوضح سماحته أن الرابطة تقوم بواجب كبير ومسئولية عظمى في جمع كلمة المسلمين وتبصيرهم وتحذيرهم من كل ما يحاط بهم من سوء. وبين سماحته أن الارهاب لا أرضية له ولا دين له ولكنه فكر شاذ سيئ مخالف لشريعة الله وأن الرابطة تسعى الآن لعقد لقاء لعلماء العالم الاسلامي ليكون رأيهم في هذا الشأن تحت مظلة رابطة العالم الاسلامي. وأشار الى أن علماء الامة عندما يجتمعون في ظل الرابطة فان ذلك يحقق أن تكون كلمة العلماء واحده في الامور المصيرية التي يقصد منها جمع كلمة المسلمين واغلاق الابواب على كل من يقول قولا شاذا مخالفا للصواب. بعد ذلك القى معالي الامين العام للرابطة كلمة أعرب فيها عن شكر الجميع لسمو ولى العهد على استقباله لهم. وأوضح أن هذه الكوكبة المتميزة من علماء المسلمين ومن المسئولين عن المؤسسات الاسلامية من مختلف أنحاء العالم يدركون أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني هي الموئل الاساسى للاسلام والمسلمين ويعرفون التحديات التي تواجه العالم الاسلامي في الوقت الحاضر وبالذات المملكة لانها قائمة على هذا الدين وثابتة والحمد لله وسياستها واضحة. وأشار معاليه الى أن المجلس التأسيسي للرابطة ركز على أولويات أساسية وهي المشكلات التي تواجه الامة الاسلامية في الوقت الحاضر والهجوم على الاسلام والمسلمين وضرورة بيان حقيقة الاسلام للاخرين والحوار معهم ومكافحة الارهاب الذي أصبح افة ومشكلة عالمية. ثم القى الامين العام للمجلس الاسلامي العالمى للدعوة والاغاثة بالقاهرة وعضو المجلس التأسيسي للرابطة كامل اسماعيل الشريف كلمة أعرب فيها عن شكر الجميع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود ولسمو ولى عهده الامين ولسمو النائب الثانى على ما يجده المسلمون جميعا عند قدومهم للمملكة للحج والعمرة وما هيأته لهم المملكة من طرق ومواصلات ومنشآت ومؤسسات وأمن وأمان. وأشار الى أن رابطة العالم الاسلامي أصبحت ولله الحمد دوحة شامخة تمتد أغصانها وفروعها في كل مكان في العالم الاسلامي وأصبحت ملتقى للمفكرين المسلمين يتبادلون فيها أفكارهم وتجاربهم ويدرسون قضاياهم بعمق وتأمل. وقال الشريف: علينا بتوجيهاتكم أن نقدم الاسلام في صورته الحقيقة ونحن نريد أن نتحاور مع الاخرين بتوجيهاتكم وقد حاورناهم فعلا في جلسات كثيرة من منطلق الايمان بالله والحرص على الاديان ومحبة الاخرين وسعادة الانسان ولكن ذلك لن يصرفنا أبدا عن التمسك بحقائق هذا الدين والغيرة عليه. عقب ذلك القى معالى وزير الاوقاف والشئون والمقدسات الاسلامية في المملكة الاردنية الهاشمية عضو المجلس التأسيسي للرابطة الدكتور أحمد هليل كلمة نوه فيها بالدور الرائد والمتميز للمملكة العربية السعودية في حمل رسالة الاسلام .. مقدرا لرابطة العالم الاسلامي اتساع خارطتها لتشمل العالم أجمع وليس في اطار العالم العربى أو الاسلامي فقط. وقال معاليه اننا ندرك دعوتكم الجليلة لعلماء المسلمين بالتوجه نحو الحوار الواعى والمنفتح بالحكمة والموعظة الحسنة والانفتاح على حضارات العالم .. وندرك أيضا حرص سموكم على ترسيخ مفاهيم القيم الانسانية للانسان. وأشار الى أن رابطة العالم الاسلامي من خلال مجلسها التأسيسي تحمل رسالة واضحة للعالم أجمع بأن الاسلام هو دين الرحمة ودين المحبة ودين التسامح ودين الاخاء الانسانى ودين منح الحقوق للانسان كانسان على وجه هذه المعمورة بمشيئة الله. وعبر في ختام كلمته عن شكره لسمو ولى العهد على استقباله لهذه النخبة الفاضلة من العلماء الاجلاء والدعاة الفضلاء. بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الكلمة التالية: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. إخواني المسلمين .. أحييكم بتحية الاسلام .. السلام عليكم .. اخواني .. أرحب بكم في بلادكم المملكة العربية السعودية التي هي بلاد العالم الاسلامي وتشد من أزر كل مسلم. اخواني .. أحب أن أصارحكم بواجباتكم الدينية والاخلاقية والانسانية. اخواني .. عليكم واجبات نحو اخوانكم المسلمين ونحو عقيدتكم الاسلامية التي ليست هي لفئة عن فئة .. بل هي للاسلام أجمع .. وأحب أولا أن أبدأ بهذه الفئة الضالة .. هذه الفئة من أين أتت؟ منا .. من أبنائنا .. ولكن الشاذ شاذ. يا اخواني أنا أريد أن أحمل كل مسلم وأنتم في المقدمة .. كل مسلم عليه أن يتحمل ما يحسن سمعة الاسلام التي مع الاسف أن أبناء الاسلام شوهوا سمعة العقيدة الاسلامية .. وهذا واجب عليكم كلكم .. واجب على كل مسلم أن يدافع عنها بالتي هي أحسن وبالعقل وبالحقيقة .. حقيقة الاسلام .. يا اخواني حقيقة الاسلام ما هي .. هي وفاء واخلاص وأخلاق ومبدأ وانسانية وكرامة وعزة .. هذه مبادئ الاسلام .. وهذه أخلاق الاسلام .. وأنتم أبناء الاسلام أهل لها كلها .. أرجوكم .. وأرجوكم وأكرر .. أن تجتهدوا فيما حصل للاسلام في هذه الايام من أبناء الاسلام مع الاسف. هؤلاء لا أعلم شعورهم هل هو اسلامي .. لا أعتقد .. الاسلام أنزه وأطهر وأوفى وأخلص من هذه الاعمال كلها .. بل دمروا أو شوهوا سمعة الاسلام .. وهذا واجب عليكم أن تحسنوا سمعة الاسلام مع أننى قرأت أنه في أوروبا وأمريكا وفي العالم من يقدر الاسلام ويحترم الاسلام ويعز الاسلام .. ولكن الشواذ شواذ .. شذت من أبنائكم هذه الفئة الضالة التي عملت أعمالا لا يعملها أى انسان فيه انسانية أو فيه أخلاق أو فيه عقيدة أيا كانت لا يعمل هذه الاعمال أبدا .. أبدا. يا اخوان أنتم ان شاء الله أنكم من أبناء الاسلام الحقيقيين والواجب عليكم دينكم فوق كل شىء وأخلاقكم وجمع شمل الامة الاسلامية جميعا بفئاتها ومذاهبها .. لابد أن تجتمعوا .. والحوار ليس فيه الا خير لكم وللاسلام والرب عزوجل أمرنا بالتلاحم والاتفاق .. وأنا لا أريد أن أعرفكم على الاسلام .. هذا اسلامكم وعقيدتكم ولكن ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين .. قال الله تعالى (ولوشاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وقال تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء) وقال تعالى (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وقال تعالى (وليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء). أنتم يا اخوان .. يا أبناء الاسلام .. اعملوا واجبكم والله سيعينكم .. وأنا ان شاء الله فرد من أبناء الاسلام وأقول لكم واخوانكم في المملكة العربية السعودية كلهم اخوان لكم وخدام لهذه العقيدة الاسلامية مثلكم .. ولكن يا اخوان أرجوكم التفاهم مع المذاهب الاسلامية كلها .. جمع كلمة الاسلام جميعا .. أرجوكم .. الحوار .. الحوار مهما طال شهرا أو شهرين أو سنة أو سنتين أو خمس سنوات أو عشر سنوات. لاتنسوا الحوار بينكم وبين اخوانكم في العقيدة في كل مكان في عقيدة الاسلام وتطهير سمعة الاسلام في العالم لان الاسلام ولله الحمد قوي .. قوي بالله .. قوي بالله .. وأبشركم أن الاسلام يمشى مهما حدث له ومهما صار له يمشى في العالم كله .. كل يوم نسمع عن فئات أسلمت وهذا بفضل الرب عز وجل .. ولكن أرجوكم أرجوكم أن تتحملوا مسئوليتكم نحو ربكم ونحو عقيدتكم الاسلامية وايمانكم وأخلاقكم وسيرتكم ووفائكم .. هذا ما أحببت أن أقوله لكم وأنا وأخى خادم الحرمين الشريفين خدام لكم في أى شىء تأمرونه .. ولكن يا اخوان عليكم واجب الحوار .. حاوروا اخوانكم .. حاوروهم مهما كان .. وشكرا لكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح .. وان شاء الله أن يعينكم ويعين كل مسلم مخلص لدينه ووطنه وأمته .. والسلام عليكم .. وشكرا لكم. حضر الاستقبال صاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد ال سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولى العهد وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد.