يواجه ريال سوسيداد مهمة لا تقل صعوبة عندما يستضيف اليوم الاربعاء برشلونة، الذي كان فاز بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب، ويبدو أن ريال سوسيداد سيكون على موعد مع «مهمة مستحيلة» حيث يسعى لتعويض هزيمته في ذهاب الدور قبل النهائي من مسابقة كأس أسبانيا لكرة القدم عندما يخوضان منافسات الإياب أمام برشلونة اليوم الاربعاء . ويحتاج سوسيداد للعب بحدة أكبر أمام المرمى عما فعل أمام ليفانتي عندما تعادل سلبيا في الدوري الأسباني. ويغيب عن صفوف سوسيداد المدافع الدولي إنيجو مارتينيز الذي طرد في مباراة الذهاب بملعب «كامب نو». ويرجح أن يقوم جيراردو مارتينو مدرب برشلونة في المقابل بإراحة عدد من لاعبيه الأساسيين بعد فوز الفريق الكبير 4 / 1 على اشبيلية بالدوري الأسباني. ويستمر غياب المدافع المخضرم كارلس بويول والمهاجم البرازيلي نيمار عن صفوف الفريق الكاتالوني . ويتفوق برشلونة حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس ملك اسبانيا برصيد 26 مرة بهدفين دون رد على ريال سوسيداد قبل مواجهتهما في اياب الدور قبل النهائي في سان سيباستيان . وتعثر برشلونة بشكل مفاجئ في الدوري الاسباني في بداية الشهر حينما خسر بثلاثة اهداف لهدفين على ارضه امام فالنسيا لكنه تقدم بسهولة في الكأس وعاد الى القمة في الدوري بفضل فوز عريض 4-1 على مضيفه اشبيلية يوم الاحد. وتطلب الأمر بعض الوقت من مهاجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات للاقتراب من مستواه المعروف بعد غياب دام نحو شهرين للاصابة، وسجل هدفين في مرمى اشبيلية ليثبت انه يسير على طريق العودة الصحيح. وفور انتهاء مهمته في كأس الملك سيخوض برشلونة مباراة أخرى في الدوري الاسباني على ارضه امام رايو فايكانو المتعثر قبل ان يلعب خارج ارضه امام مانشستر سيتي في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا في 18 فبراير. وفي سياق آخر قالت صحيفة أسبانية: «هذه لعبتي» في عبارة موجزة تجسد استعادة الثقة من جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ذلك اللاعب الكبير الذي رد بأداء جيد وأهداف وعرق، عقب أسبوع تم خلاله التشكيك فيه بشكل لم يحدث منذ فترة بعيدة. وأيضا مزح أنخل كابا «بدا أن ميسي كان يرد علي. إذا كان ذلك قد حفزه، فسأقوله له كل أسبوع»، وهو نفسه المدرب الأرجنتيني الذي كان قد ذهب قبل أيام أبعد من أي محلل وصرح «الأمر يبدو كما لو أنه مرت عليه 15 عاما متزوجا من كرة القدم ، والآن قد سئم». وقال: «لا شائبة عليه على المستوى المهني، لكن ينقصه حب اللعب، ذلك الجنون والشغف الذي يجعله يذهب يمينا ويسارا. وذلك ما أعتقد أن ميسي قد فقده». واحتاج اللاعب إلى ليلة عاصفة من الأمطار والرياح في إشبيلية كي يثبت لكابا أنه غالى أكثر من اللازم. كان ميسي حاسما في قلب التأخر 1/ صفر، وبفضل تمريرة حاسمة وهدفين يكشفان عن الغضب والذكاء ، قاد فريقه إلى الفوز 4/1 وأعاد النادي الكتالوني إلى قمة الدوري الأسباني. وحقيقة أن مستوى برشلونة قد تراجع واضحة للعيان أمام الجميع. حدث ذلك في نهاية «حقبة جوارديولا»، وكذلك في المرحلة المعقدة بقيادة تيتو فيلانوفا وجوردي رورا ، وبالتأكيد تحت قيادة المدرب الحالي الأرجنتيني خيراردو مارتينو. و في الفترة الأخيرة بات من الممكن رؤية الفريق الكتالوني يرسل كرات عرضية ، الأمر الذي كان نادرا في الأعوام التي كان يقدس فيها احترام اللعب على الأرض. لذا ، من بين 63 هدفاً سجلها برشلونة هذا الموسم، جاءت 12 عن طريق الهجمات المرتدة. ولفت ميسي في الأسابيع الأخيرة الانتباه عبر اللعب كصانع ألعاب وليس كمهاجم متأخر كما كان يفعل كثيرا. وأن يجرب ميسي نفسه في مركز صانع الألعاب الذي تألق فيه دييجو مارادونا، في عام يحلم فيه الأرجنتينيون باللقب العالمي الثالث ، فذلك ليس بالنبأ السيئ لمواطنيه. خاصة وأن التمريرة من ميسي في الأمام ، كثيرا ما تعني هدفا. ولا يرغب ميسي في «التعرض للإصابة مرة أخرى»، بحسب فيرناندو سنيوريني الممرن البدني السابق للمنتخب الأرجنتيني ، في تصريح لإذاعة (لا خارخا) الكتالونية. وأضاف سنيوريني: «عندما يعاني صياد من مشكلة (إصابة) لا يمكنه أن يخرج من فوره لمطاردة الفريسة»، معتبرا أن ميسي «صياد يلعق جرحه وينتظر اللحظة المناسبة من أجل العودة إلى تقديم تلك اللعبات التي كانت تميزه، وبالتأكيد سيعود إلى تقديم ما قدمه الأحد. عندما احتاجه الفريق، ظهر وأحرز هدفين». وبعد شهرين من الغياب عن الملاعب بسبب الإصابة، عاد ميسي ضعيفا وبمستوى متقلب. ذلك أمر منطقي لأنه لا يريد التعرض لانتكاسة بدنية، لكن أيضا لأن التاريخ الأهم بالنسبة له هذا الموسم هو 15 يونيو، الذي تستهل فيها الأرجنتين مشوارها في مونديال البرازيل أمام البوسنة في استاد ماراكانا. والسبب ببساطة، أن مونديال البرازيل لن يأتي سوى مرة وحيدة في الحياة.