علقمة حزين.. ومن أمس وهو يفرغ همومه بالغناء على الربابة , وسبب حزن علقمة هو هجر صديقه صعصعة السبهللي لحياة البادية , بعد أن ضاق ذرعا ً بحياتها الصعبة ..وكم أشفق على صديقي من حياة المدينة , خصوصاً أنه لا يجيد صنعة ولم يتعلم بما فيه الكفاية , لذلك أخشى عليه من الضياع في زحام المدينة .. ولكنه أثناء الوداع طمأنني بأنه سيجد لنفسه عملاً يجعله يعيش بخير .. وأحببت أن أطلعكم على توجهات السيد صعصعة لتعرفون الحال التي وصلنا إليها , فعند سؤالي لابن السبهللي عن العمل الذي سيمتهنه في المدينة قال : أما أن أكون شريطي سيارات , أو شاعرا شعبيا لأن هالمهنتين ما يبغى لهم أي مؤهلات , فما أبسط أن تكون شريطي سيارات و الأبسط منها أن تكون شاعرا شعبيا..!! في المساء جاء المنكوب شرار بجريدة الكورة وبها ملحق شعبي , وقرأ علي أخبار الشعر , ولفت نظري أن هناك ثلاثة شعراء لا أحد يعرفهم إلا كاتب الخبر . الشاعر الأول اعتلى منبر التنظير وأخذ يوجه ساحة الشعر بهذيان لا يقوله إلا المصاب بانفصام الشخصية ..!! , والثاني انتهى حسب زعم كاتب الخبر من إخراج ديوانه المطبوع ..!! أما الثالث فهو يعمل ليل نهار مع فريق العمل الفني من مخرجين وموسيقيين على إخراج ديونه الصوتي..!! علقمة وبماله من معرفة في دواعيس الشعر المظلمة وهرطقات الساحة و إعلامها المنكوب يود أن يضع نقطة نظام أمام الأباء والأمهات , بأن لا يتركوا أولادهم وبناتهم بدون رقابه أثناء تواجدهم في المكتبات , خصوصاً وأن المكتبات هي وجهة الكثير من الأسر هذه الأيام , حتى لا ينهدم البناء التربوي الذي عملوا عليه لسنوات طويلة مع وزارة التربية والتعليم , لأن تركهم بدون رقابة ربما يجعلهم يطلعون على دواوين هؤلاء البؤساء الجاثمة على رفوف الكثير من المكتبات , وعند ذلك لن ينفع الندم .. علقمة حذركم .. فالوقاية خير من العلاج الذي قد يكون متعذراً لو اطلع أبنائكم وبناتكم فقط غلاف دواوين هؤلاء التعساء والمنبوذين . أما تصفح ديوان أحدهم فهو البلاء الذي نطلب الله أن يجنب أبناءكم وبناتكم شره . صب قهوة يا شرار.