قبيل مغيب شمس يوم السبت الماضي, كنت أحلب شاتي الهرمة, والشمس تستعد للمغيب خلف كثبان رمال (صلاصل) الجميلة, رأيت غباراً يقترب مني من الأفق البعيد, وبعد برهة من الزمن, انجلى عن صديقي المفلس (صعصة السبهللي) الذي بادرني بلهجة غاضبة قائلا ً: هكذا أنت يا علقمة الأجلح, لا تترك تفريطك وغفلتك, تهتم بشاة هرمة جرباء, وتترك البؤساء يعبثون في الشعر, ونظراً لأنني أعرف صديقي صعصة فهو لا يغضب إلا لأمرٍ جلل. فنفضت يدي من إناء الحليب (فطاح وانكب الحليب على التراب) فقلت ما الأمر يا ابن السبهللي.؟ فقال هل تعرف مدينة عنيزة, قلت له نعم أعرفها, إنها مدينة في قلب نجد, قال لم أسألك عن موقعها, بل عن تاريخها الشعري, قلت له (هات من الآخر) قال هل تعرف أن خالد المريخي, سيختم نشاطها السياحي بأمسية شعرية, عند ذلك شعر علقمة سلمه الله وكأن خنجراً اخترق ضلوعه. فسارع إلى جيبه المثقوب وأخرج قلمه العتيق ليضع نقطة نظام أمام منظمي مهرجان عنيزة السياحي ليقول لهم: الشرهه ما هي على ناصر السبيعي ولا على منظم أمسياتكم, لأن ناصر السبيعي ما يعرف (علي الخياط ولا القاضي ولا ابن دويرج ولا ابن شريم ولا عبدالعزيز البادي) وإلا كان ما صدر لنا هالنماذج. ومنظم أمسياتكم غارق في ثقافة القبيلة, الشرهه والله على أهل عنيزة اللي يسمحون له يجيب خالد المريخي يبربس في أماكن مر عليها هؤلاء العظماء. علقمة لا يملك إلا أن يقول: (الله يخلف).