بدا فارس الهمزاني متماسكاً رابط الجأش بعد تلقيه الخبر الذي نشر في جريدة الجزيرة الأسبوع الماضي، إثر تصريح جار الله الحميد بأن الهمزاني ليس سكرتيراً لنادي القصة بحائل، وأن هذا النادي ضمن مهامه كونه رئيساً للجنة الثقافية بجمعية الثقافة والفنون بحائل التي برز الهمزاني من خلالها... وعندما اتصلت "اليوم" بالهمزاني وطلبت منه التوضيح طلب مهلة ريثما يقرأ الجريدة، خاصة وأنه يرتبط بعلاقة وثيقة مع جار الله الحميد ويعتبره معلمه الأول وله الفضل الكبير في بروزه كقاص. وجاء رد الهمزاني متزناً وبعيداً عن التشنج والانفعال، ولم يكن دفاعاً عن نفسه بقدر ما هو إيضاح للأمر، إذ لم يكن حريصاً على المنصب قدر حرصه على النهوض بالنادي، وتفعيل الساحة الثقافية في حائل، فهي في نظره مليئة بالطاقات والكفاءات فضلاً عن القيادات الثقافية والنقدية كما أنها مليئة بالأسماء التي لا يمكن تجاهلها على الساحتين المحلية والعربية مثل القاص جار الله الحميد نفسه والذي يعتبره الهمزاني أباً للقصة في حائل إن لم يكن في السعودية وعبد الحفيظ الشمري والناقد محمد الشنطي والقاص جبير المليحان. ولكي يؤكد الهمزاني حبه لجار الله الحميد وعلاقتهما الوثيقة قال: إن الحميد اتصل به قبل نشر الخبر في الجزيرة وطلب منه أن يتوسط له عند محمد الشدي لكي يستقيل من جمعية الثقافة والفنون، لكنه رفض ذلك وقال له بالحرف الواحد: الجمعية بدون جار الله كالجسد بلا روح حول هذه القضية وأمور أخرى كان ل "اليوم" هذا الحوار مع فارس الهمزاني. شارع الثلاثين @ ماذا عن مجموعتك "شارع الثلاثين" وحكاية المقدمة التي كتبها جارالله الحميد، وماذا عن إشارته بجريدة الجزيرة بتاريخ 21 رجب في (الثقافية) والتي قال فيها بالحرف الواحد(وكونه تسرع وأخذ مخطوط مجموعته دون مشورتي ولا مشورة مدير الفرع لا يعني أن المجموعة طبعت في نادي القصة بالرياض بمجهودها بل وباعتراف الأستاذ محمد الشدي لأن جار الله الحميد كتب مقدمة وقرر طبعها فسنوفر عليه العناء، ونزع الزميل فارس المقدمة التي تعبت في كتابتها للمجموعة لا يلغيها كحدث تاريخي في حياته ككاتب، هي كتبت أولا أما ما حدث تالياً فهو طبعة مزيفة) ماذا تقول في ذلك؟ صديقي العظيم جارالله الحميد اكتشفني كقاص وأخذ بيدي ووجهني في الكثير من الأحداث .. وقد كتب مقدمة لمجموعتي القصصية التي كانت من المفروض أن تتم طباعتها في فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل. وقد سلمت المسودة مدير الفرع فهد الرميد الشمري الذي بين أنه سوف يقوم بدراستها وعرضها على اللجنة ومكثت المجموعة أكثر من سبعة شهور دون أن أجد ردا، الأمر الذي جعلني أغادر للرياض بغضب وأعرض المجموعة على الأستاذ محمد الشدي لطباعتها في نادي القصة بالرياض والذي كان له فضل كبير في ذلك، وبعد مضي شهرين وافق نادي القصة بالرياض على طباعتها عندما كان خالد اليوسف سكرتيرا للنادي.. وقد قمت بحذف مقدمة جارالله الحميد، رغبة مني في أن أجعل القارئ هو الحكم وأن تتناولها وجهات نظر النقّاد دون وساطة أو تقديم من أحد رواد القصة .. إضافة إلى أنني حذفت المقدمة كون مدينتي حائل ُكنت أتمنى أن تخرج مجموعتي الأولى من أحدى مؤسساتها الثقافية؛ لكنها خذلتني كثيراً لتأتي المجموعة كوافدة للمنطقة..الأمر الذي أثار حفيظة الأستاذ جارالله. بداية الأنشطة @ عينت سكرتيراً لنادي القصة بحائل كما قرأنا قبل قرابة الشهرين ولم نسمع عن أي نشاط حتى هذه اللحظة؟ بالضبط قبل شهر ونصف الشهر ولكن صادف تعييني سكرتيراً لنادي القصة في حائل تواجدي لمدة شهر كامل في المنطقة الشرقية لحضور دورة تدريبية تختص بالإدارة في التمريض، إضافة إلى أنه كان مخططا أن نبدأ الأنشطة الثقافية مع بداية العام الدراسي، كون معظم المثقفين والمتابعين للبرامج الثقافية متواجدين في مصائفهم السنوية، وبالتالي انحسار الأنشطة على فئة قليلة من المجتمع؛ عكس التواجد الوهاج في وقت الدراسة . ابعاد التعيين @ هل جاء تعيينك بناء على نشاطات سابقة لك أم بناء على تزكية خاصة أن هناك أسماء بارزة مثل جار الله الحميد وعبدالحفيظ الشمري؟ جاء التعيين عقب اجتماع عقد برئاسة الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل والأستاذ محمد بن عبدالعزيز الشدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، مع أعضاء الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل ومسؤولي فرع الجمعية في حائل..حيث تقرر إنشاء ناد للقصة وتعييني سكرتيرا للنادي برأي الجميع وذلك عقب مضي عام كامل على صدور مجموعتي القصصية الأولى(شارع الثلاثين)، أما القاص جارالله الحميد فله مواقف مشرفة معي، وكذلك القاص عبدالحفيظ الشمري الذي كان داعماً لي وله أياد بيضاء لا يمكن إغفالها. تواجد ثقافي مكثف @ قلت في أمسية سابقة: إن لديك أجندة طموحة لاستضافة أسماء بارزة في ساحة القصة والنقد على مستوى المملكة، فهل الحركة الثقافية في حائل تستوعب مثل هذه النشاطات؟ لا أريد أن أتحيز لمنطقتي وأقول أن حائل قادرة على ذلك، فالحضور الثقافي في مختلف المناطق غير الرئيسية، يشهد حضوراً قليلا خصوصاً في الأمسيات والمناشط المنبرية، إلا أن حائل سبق أن استضافت شخصيات بارزة في مجال الأدب والثقافة وأبدت إعجابها من التواجد الثقافي .. فضلاً عن أن منطقة حائل تملك أبرز المبدعين في الساحة الثقافية والمهتمين في مجال السرد من أمثال جارالله الحميد وفهد السلمان وجبير المليحان وعبدالحفيظ الشمري وسعود الجراد وعاشق الهذال ونقاد كبارمثل الدكتور محمد الشنطي وغيرهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تتكاتف هذه المجموعة في بوتقة واحدة! بمعنى أنه لو اجتمعت سوياً ماذا سوف يحدث للحركة الثقافية في المنطقة إجمالاً..نتمنى أن تتحد جميعاً. البعد النفسي @ تركز في قصصك على الوصف مبتعداً عن الخوض في البعد النفسي والتحليلي لشخصياتك. هل هناك هدف من ذلك؟ أعتقد أن اللغة الوصفية قادرة على أن تجسد المعنى الحقيقي للقصة بأن تصل بالقارئ إلى المنعطف الذي يفهم ما تغزو إليه القصة دون الغوص في البعد النفسي والمنلوج الداخلي، وهذا لا يعني أن البعد النفسي والأنثربولوجي وأساليب علم النفس غير مقنعة؛ بل أن اللغة الوصفية والإنسانية في القصة كفيلة بصنع حالة فذة من حالات الاجتذاب الفني،وبث اللغة الجمالية وأنا أرى أن التجديد وعدم السير في اتجاه واحد مطلب ضروري للتنويع الإبداعي. تأثير المستشفى @ جاء بعض نصوصك داخل أروقة المستشفيات هل لعملك تأثير على كتاباتك؟ وهل تعتبر هذه الأجواء محفزة للكتابة السردية؟ القصة هي حياتنا .. فنحن نعيش في عالم مكتظ بالآخرين الذين ننتمي إليهم ونشكل جزءا منهم وفي هذا العالم كل شيء قابل للسرد، نأخذ الأبطال من الشارع وأماكن العمل، وحتى من بيوتنا.. ولكوني أعمل ممرضاً فإن المهن الطبية عموماً غالباً ما تأخذ الطابع الإنساني الحسّاس في التعامل مع المرضى وبالتالي نشوء وشيجة طيبة مع المرضى. فالأحداث المأساوية أو المصائب الحزينة بإمكان المبدع أن يتناول هذه المآسي على شكل قصص ويتفنن في طريقة بنائها..في المستشفى تغادر الأرواح وتأتي أرواح جديدة، في المستشفى نجد البكاء عند أبواب العمليات، ونجد الابتسامة تملأ الوجوه عند أجنحة الولادة .. باختصار المستشفى مكمن ومستودع للقصص. توظيف القصص الإنسانية @ تميزت قصة (ممر مركوز) بعمق الجانب الإنساني متمثلة في شخصية مركوز ويلاحظ أنها تختلف عن القصص الأخرى بشكل كبير كيف استطعت سبر أغوار تلك الشخصية؟ "ممر مركوز" تمثل تراجيديا مؤلمة لحياة الرجل البدوي العجوز الذي يضطر أن يخرج على مسؤوليته من المستشفى، كونه الوحيد الذي يعول أسرته التي تعيش في النفوذ؛ وبالتالي ينتهي به المطاف بأن يتعرض لأزمة قلبية ويموت في ممر المستشفى، حيث يشارك المكان كبطل في مسرح الأحداث وذلك بأن عمدت إلى التخلص من ضمير الغائب المتكلم على عكس القصص الأخرى..هذه الحادثة غالباً ما تمر في حياتنا اليومية في المستشفيات فالمشاهد موجودة في الذاكرة ولا تحتاج إلى تأمل أو إضافة مشاهد وأحداث مصطنعة؛ فقط تحتاج إلى توظيفها في النص. الحلم والواقع @ في أكثر من قصتين كتبتها بطريقة الحلم ألا ترى أن هذا النوع من القصص اضحى متجاوزا تقنيا؟ عزيزي من منا بلا حلم ! الحلم يمثل لي الرئة الثالثة التي أتنفس من خلالها .. نحن دائماً نحلم وسنظل نحلم .. نضطر للحلم هرباً من واقعنا المؤلم، الذي يشعرنا بالكآبة والألم.. أما كون الحلم (موضة قديمة) فأنا أحاول المزج بين الأصيل لما هو واقعي بما هو متخيل، متجاوزا الواقعية السائدة لمنح الواقع زخماً جديدا وأبعادا لم تكن معروفة من قبل. الأرقام!! @ كثرت الأرقام وأسماء الشوارع والغرف في الكثير من نصوصك بل شملت عنوان المجموعة، وبعض النقاد كما ذكر الناقد محمد العباس وعيد الناصر ذات أمسية اذ رأيا أن الأرقام لها مدلولات نقدية واجتماعية وربما تاريخية فهل تعمدت وضعها ضمن هذا الإطار؟ ربما جاءت على سبيل المصادفة فشارع الثلاثين لم أقصد به شارعا بحد ذاته، إنما أرنو إلى وصف حال وواقع أي شارع الذي نشاهد فيه العجوز والفتاة الجميلة والطفل والشحاذ والمعاقين ومختلف فئات البشر، أما غرفة ستة فهي غرفة حقيقة ولم أشأ أن أغيّر الرقم، وهناك العديد من الروايات على مستوى الوطن العربي تحمل أرقاماً مثل رواية مصطفى محمود(عنبر7). الإنترنت والجيل الجديد @ باعتبارك من الجيل الجديد كيف تقيم تأثير الإنترنت على الإبداع خاصة في مجال القصة؟ الشبكة العنكبوتية ساهمت في نشر إبداعات الشباب بطريقة سهلة ومريحة بدلا من تعنّت بعض مشرفي الملاحق الثقافية في مختلف الصحف والمجلات التي تنتظر الوساطة حتى يتم نشر الإبداع. فقد واجهت في البداية صعوبة في النشر مما اضطرني أن أكتب باسم فتاة، والتي سهلت الكثير من نشر القصص .. فالإنترنت ساعد على أن يجوب الإبداع المحلي جميع مختلف دول العالم، وهذا ما يحتاجه القاص الناشئ الذي هو بأمس الحاجة إلى أن يظهر إنتاجه للآخرين حتى يتلقى الردود سواء من قبل القراء أو النّقاد فيما يتعلق بقصصه. القصة العربية @ شاركت في موقع القصة العربية ، كيف تقيم الموقع وتأثيره على بروز الكتاب الشباب على المستوى المحلي والعربي؟ أعتقد أن موقع القصة العربية هو الوحيد من نوعه على مستوى الدول العربية. فقد استطاع الموقع أن يضم أكثر وأشهر كتاب القصة في الوطن العربي، بطريقة يستحق عليها القاص جبير المليحان كل الشكر كمبدع سعودي أنشأ فكرة هذا الموقع الذي يقدم يومياً أكثر من ثلاثة نصوص تجمعهم لغة الضاد..الأمر الذي يتطلب أن يتم دعم الموقع من جهات رسمية كونه خارج من رحم السعودية.