بمرور ناقلة نفط واحدة كل عشر دقائق وسطيا تواجه المضائق التركية خطر الاختناق. ومنذ سنوات تطلق السلطات التركية التحذيرات من خطر وقوع حوادث في مضيقي الدردنيل (شمال غرب) والبوسفور رابع مضيق في العالم في حركة النقل ويقسم اسطنبول كبرى المدن التركية التي يبلغ عدد سكانها حوالى 12 مليون نسمة. وقالت ادارة مراقبة الساحل والانقاذ البحري ان 46930 سفينة عبرت في 2003 المضيقين من بينها اكثر من خمسة آلاف تنقل شحنات خطيرة وفي معظم الاحيان غاز مسال. وسيبلغ حجم حركة النقل 53 الف سفينة في 2003 . وستمر حوالى 144 مليون برميل من النفط الخام ايضا عبر المضيقين هذا العام معظمها في ناقلات نفط روسية. وتواجه السفن في البوسفور المضيق الذي تواجه فيه صعوبة في الابحار، خطرا دائما. وكان حادثان لناقلات نفط تسببا في سقوط 41 قتيلا و28 قتيلا في 1979 و1994 . وكان قرار اتخذته تركيا في 1998 بالحد من مرور ناقلات النفط لاسباب بيئية، اثار غضب روسيا وهي الدولة التي تستخدم المضيقين الى حد كبير لنقل نفطها الى الاسواق العالمية. وتنص اتفاقية مونترو الموقعة في 1936 وتنظم المرور في المضائق التي تعد مياها دولية، على حرية عبور المضائق الا في زمن الحرب. ولم يتمكن الاتراك سوى من فرض قرار بعبور ناقلات النفط نهارا فقط المضائق مما يؤدي الى تشكل صفوف طويلة في البحر الاسود وامام اسطنبول. وقال دبلوماسي تركي ان الروس رأوا الواقع في السنوات الاخيرة ويدرسون عدة خيارات جديدة. وقال مصدر مطلع ان موسكو تقترح خصوصا مد انبوب للنفط في تراقيا بين البحر الاسود وبحر ايجه مما يمكن ان يسمح بتخفيض عدد الناقلات القادمة من مرفأ نوفوروسيسك الروسي الى البوسفور. وتفضل تركيا مد انبوب للنفط بين مرفأ شمشمون في البحر الاسود ومصب جيهان على المتوسط مواز جزئيا لانبوب النفط بين باكو وتبيليسي وجيهان الذي سيكون عمليا في 2005 لتصدير نفط القوقاز الى اوروبا. لكن السلطات التركية تشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لان حوالى مئتي مليون طن من النفط ستمر في 2009-2010 عبر المضائق مما سيجعل حركة الملاحة فيه شبه مستحيلة. وقال خبير: سيكون علينا عندئذ تغيير مكان اسطنبول او توسيع المضيق بتفجيره.