هند فتاة في الثامنة والعشرين متعلمة، تعين والدها في إدارة منشأته الاستثمارية في احدى قرى ريف دمشق.. وقد اعتادت ان تحضر الى مدينة دمشق مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع لإيداع بعض المبالغ المالية في حساب والدها الجاري في أحد فروع المصرف التجاري السوري. منذ شهرين تقريبا واثناء تجوالها في شارع الحمرا بقصد التسوق بعد أن كانت قد أنجزت مهمتها في إيداع المال في المصرف.. استوقفها شاب عابر، وأرفق ابتسامته العريضة بالقول: أنا مدحت شاكر، وأرغب في التعرف عليك، وقصدي شريف.. وهو الزواج.. وهذا رقم هاتفي الخليوي، فكري في الأمر.. واتصلي بي، وناولها ورقة صغيرة عليها رقم خليوي.. ودعها بابتسامة.. ومضى. بعد يومين.. اتصلت به.. وأعلنت له رغبتها في التعرف عليه.. والتقيا في إحدى الحدائق وأسمعها كلاما معسولا معجونا بالاعجاب ومغلفا بوعود براقة ومستقبل هانىء في ظل حياة زوجية سعيدة. وبعد لقاءات قليلة عرف عنها - ومنها - أشياء كثيرة ولم تعرف إلا اسمه ورقم هاتفه الجوال.. وذات يوم كان يدري أنها ستحضر إلى المصرف اتصل بها واعلمها عن رغبته في لقائها على الفور فقالت له القاك بعد مروري على المصرف.. فقال لها:لا.. يجب أن ألقاك في الحال لأمر ضروري، وبعد ذلك تذهبين إلى المصرف.. حاولت الاعتذار لكنه ألح عليها، فرضخت.. وقصدت احدى الحدائق وهي تحمل كيسا ضمنه 253 ألف ليرة سورية وحقيبتها اليدوية وضمنها مصروفها الشخصي ستة آلاف ليرة سورية وهاتفها الخليوي. جلسا في الحديقة وأبدت لهفتها لمعرفة سر هذا اللقاء الطارىء.. وبعد كلمات وأكاذيب خطف (العريس المزعوم) الكيس والحقيبة اليدوية وأطلق ساقيه للريح وسط صدمة قاسية أصابتها لعدة ثوان فراحت تصرخ حرامي.. حرامي.. ولكن الحرامي كان قد غاب عن الأنظار بغنيمته. ذهبت إلى الشرطة أعطتهم رقم هاتفه الخليوي وأوصافه، وتعرفت الشرطة على مالك الخليوي فادعى أن هاتفه سرق منه منذ شهر تقريبا، كما أكدت هند بعد مشاهدتها له أنه ليس غريمها مدحت، فقامت الشرطة بتعميم إذاعة بحث عن مدحت بأوصافه، ومن خلال متابعة إذاعة البحث تمكن فرع الأمن الجنائي بعد أكثر من عشرين يوما، من القبض على الشخص المطلوب وبحوزته الهاتف الخليوي إياه.. كما تبين أنه يدعى - حسن.ط- وليس - مدحت شاكر - وبالتحقيق معه اعترف بسرقة الهاتف الخليوي واستخدامه في الاحتيال على هند ووعده لها بالزواج وسرقة الحقيبة اليدوية وكيس النقود، وذكر أنه بعد يومين من السرقة ذهب إلى قرب المنشأة التي يمكلها والد هند وأرسل لها مع صبي أعطاه عشرين ليرة، أوراقها الشخصية مع عبارة:(يازعيم، تاني مرة كون حريص أكثر) طبعا حضرت هند وأكدت أن المقبوض عليه هو السارق المحتال الذي خدعها بكلامه المعسول ووعوده البراقة بالزواج، وارسلت رسالة تحذير الى الفتيات الا ينخدعن مثلما خدعت.