منى بلقر (معلمة لغة عربية للمرحلة الثانوية) قالت: يلجأ بعض المعلمين الى المقارنة بين أنفسهم عندما كانوا في هذه المرحلة وبين طلابهم اليوم اقول لهم هذا خطأ لأن طالب اليوم ليس كطالب الامس اختلفت ظروف الحياة واختلف الزمان ومتطلبات العصر حيث أنهم خلقوا لزمان غير زماننا, زمان قائم على إثبات النفس واخذ الحق باليد والمطالبة بالحرية وابداء الرأي أمام الكبير والصغير مع إننا كثيرا ما فقدنا هذه الأمور عندما كنا في سنهم فمن منا كان يتجرأ على أن يبدي رأيه أو يناقش فكرة أمام معلمه أو معلمته وكثير من الأحيان كنا نتجاوز عن حقوقنا ولا نطالب بها خوفا من معلمينا. أما طالب اليوم فلديه الجرأة الكافية في مواجهة معلمه وابداء رأيه فأنا لا أعارض ذلك لكنني أقول ان هذا يجب أن يتم ضمن حدود الأدب وهذا ما يجب أن يتعلمه الطالب في أسرته, وإذا ما افتقده فما على المعلم إلا أن يأخذ بيده ليقوم سلوكه وهذا يحتاج إلى صبر متواصل. طلابنا أمانة في أعناقنا نسأل عنهم يوم القيامة لذلك ما علنيا إلا أن نأخذ بيدهم دون ملل او تعب نعزز سلوكهم الصحيح نعاقبهم إذا صدر منهم سلوك خاطئ من خلال وسيلة حضارية لعقابهم دون أن نلجأ الى الضرب لأن زمن الضرب قد ولى وقلنا من قبل انهم خلقوا لزمان غير زماننا كما أن الضرب يضعف من شخصية الطالب ويولد عنده أمراضا نفسية كثيرة قد تؤدي به إلى أن يهرب من المدرسة أو أن يفشل في الدراسة لأنه شعر عندها بالإهانة فنحن نريد أن نصلح الأمور لا ان نعقدها. يجب على المدارس أن تضع قوانين محددة تقوم بتنفيذها تجاه الطلاب الذين تجاوزوا حدودهم في الأدب بحيث تطبق هذه القوانين على جميع الطلاب المخالفين دون استثناء حتى يشعر الطلاب أنهم متساوون أمام العقوبة إذا ما اخطأوا. يجب أن نغرس في أذهان طلابنا قول الشاعر: ==1== قم للمعلم وفه التبجيلا ==0== ==0== كاد المعلم أن يكون رسولا ==2== بأن نبين لهم بسلوكنا ومعاملتنا وأخلاقنا أن المعلم كاد أن يكون رسولا وليس ذلك مجرد كلام يقال. أما معلمة اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية نداء الشهوان فقالت: قال أفلاطون: (من السهل أن تغفر لطفل يخاف من الظلام ولكن من الصعب ان تغفر لرجل يخاف الضوء). من منطلق هذه المقولة الخالدة على كل مرب أو مربية(ولا اقول مدرس أو مدرسة) أن يعدوا أبناءنا إعدادا جيدا يؤهلهم ان يواكبوا عجلة التطور التي تداهم العالم بأكمله, ان الإعداد الجيد لأبنائنا لا يقتصر على ملء تجاويف عقولهم برموز مترابطة او غير مترابطة من العلوم والمعرفة, انهم بحاجة الى تنمية مهاراتهم في مختلف المجالات سواء الفنية والاجتماعية أو الثقافية كل ذلك كفيل بان يخرج فردا قادرا على بناء وطنه والنهوض به ليصبح في مقدمة الدول المتطورة. ان مناهجنا لا يعيبها سوى طريقة طرحها حيث أن المعلم الجيد هو المعلم الذي يثري مادته بكل ما هو كفيل بان يربطها بالحياة العملية وذلك عن طرق التجارب العملية والأنشطة اللامنهجية والرحلات الثقافية. وانني قد اظلم المعلم ان قلت أن اللوم في عدم تفاعل الطالب مع المناهج المملة يقع على عاتقه فقط, حيث ان عدم مرونة وزارة التربية في المطالبة بتطبيق المناهج بحذافيرها . وأنني أريد لأبنائنا حب التعلم لا التعليم, أريد لهم متعة الاكتشاف لا تلقي المعلومات. أريد لهم القدر الكافي من المعرفة المنهجية والقدر الأقصى من المعرفة اللامنهجية والتي من شأنها ليس فقط بناء عقولهم واجسامهم بل تتعداه لما هو أهم ألا وهو بناء شخصياتهم. لنعود أبناءنا عدم الرهبة من طرح السؤال وتقبل الرأي الآخر ونبذ التعصب وحب الإنسان. فالحياة لا تقبل بعد الآن غير المتميزين.