الطلاق ابغض الحلال عند الله يكون حلا لمشكلات مستعصية وايذانا ببدء حياة جديدة لكنه يكون مشكلة بغيضة يعاني منها المجتمع ويتضرر بها آخرون غير الزوجين, وان كان الأبناء اكثر المتضررين فالضرر يتسع فيشمل أسرا تربطها مصالح وعلاقات, كما ينعكس الضرر على المجتمع بما يخلفه من آثار على الزوجين والابناء. في ثقافتنا الاجتماعية تؤثر اخبار الطلاق سلبا عند سماعها لكن بعض اخبار الطلاق في ارثنا التراثي كانت موضوع تندر وطرافة سجلها الكتاب وتوارثها الظرفاء منها ما حدث به الصولي قال كان لمحمد بن الحسن ابن فقال له اني قلت شعرا، قال: أنشدنيه، قال: فان اجدت تهب لي جارية او غلاما؟ قال : أجمعها لك، فأنشده: ان الديار طيفها هيجن حزنا قد عفا ابكينني لشقاوتي وجعلن رأسي كالقفا فقال: يا بني, والله ما تستاهل جارية ولا غلاما, ولكن امك طالق ثلاثا اذ ولدت مثلك. وفي البيان والتبيين ان احدهم طلق زوجته لأنها لثغاء حتى لا تلد له ولدا الثغ, فالأول طلق زوجته لانها ولدت ابنا احمق يدعى المعرفة بالشعر ويجرأ على طلب الجائزة لتفوقه, والثاني يحتسب للكارثة قبل ان تقع فيطلق امرأته لعيب في قدرتها النطقية وليس لنقص في مهاراتها او تقصيرها في مهامها الزوجية, ويبدو ان كلا الرجلين ممن يهتم بالفصاحة ويكترث لها. ومن المواقف العجيبة ان يكون تطليق الزوجات عدوى تنتقل في المجلس بين الحضور كما تنتقل موجة الضحك فترى الناس يضحكون متابعة لمن يضحك وان جهلوا اسباب الضحك فقد روى ابوبكر الصولي عن اسحاق قال كنا عند المعتصم فعرضت عليه جارية فقال كيف ترونها فقال واحد من الحاضرين: امرأتي طالق ان كان الله عز وجل خلق مثلها, وقال الآخر امرأتي طالق ان كنت رأيت مثلها، وقال الثالث امرأتي طالق وسكت, فقال المعتصم ان كان ماذا؟ فقال اذا كان لا شيء فضحك المعتصم حتى استلقى وقال: يا سيدي هذان الاحمقان طلقا لعلة وانا طلقت بلا علة. وتبلغ شهية الطلاق مداها فيما اخبر عن الاصمعي انه قال للرشيد يوما: بلغني يا امير المؤمنين ان رجلا من العرب طلق خمس نسوة, قال الرشيد: انما يجوز ملك رجل على اربع نسوة فكيف طلق خمسا, قلت كان لرجل اربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان الرجل سييء الخلق فقال: على متى هذا التنازع؟ ما اخال هذا الأمر الا من قبلك - يقول ذلك لامرأة منهن اذهبي فأنت طالق! فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق, ولو ادبتها بغير ذلك لكنت حقيقا, فقال لها وانت ايضا طالق! فقالت له الثالثة: قبحك الله! فوالله كانتا اليك محسنتين, وعليك متفضلتين! فقال لها وانت ايتها المعددة اياديهما طالق ايضا, فقالت الرابعة: وكانت هلالية وفيها أناة شديدة - ضاق صدرك عن ان تؤدب نساءك الا بالطلاق؟ فقال لها وانت طالق ايضا! وكان ذلك بمسمع جارة له, فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه, فقالت: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم, ابيت الا طلاق نسائك في ساعة واحدة! قال وانت ايتها المؤنبة المتكلفة طالق ان اجاز زوجك! فأجابه من داخل بيته: قد اجزت.. قد اجزت. فأخبار الطلاق في نوادر العرب كثيرة وقد شملت آدم أبا البشر على سبيل التندر لا الحقيقة, انشد ابو القاسم النحوي الاندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر: ==1== رأيت آدم في نومي فقلت له==0== ==0==ابا البرية ان الناس قد حكموا ان البرابر نسل عنك, قال: أنا؟==0== ==0== حواء طالقة ان كان ما زعموا==2==