مداعبة عمر: روي عن سيدنا عمر -رضي الله عنه- انه لقي حذيفة بن اليمان فقال له: كيف اصبحت يا حذيفة؟ فقال: اصبحت احب الفتنة وأكره الحق وأصلي بغير وضوء، ولي في الأرض ماليس لله في السماء. فغضب عمر غضباً شديداً، فدخل علي ابن ابي طالب -رضي الله عنه- فقال له: يا أمير المؤمنين، على وجهك اثر الغضب! فأخبره عمر بما كان له مع حذيفة. فقال له: صدق يا عمر، يحب الفتنة، يعني المال والبنين، لأن الله تعالى قال: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}. ويكره الحق، يعني الموت. ويصلي بغير وضوء، يعني انه يصلي على النبي بغير وضوء في كل وقت. وله في الأرض ماليس لله في السماء، له زوجة وولد وليس لله زوجة وولد. فقال عمر: اصبت وأحسنت يا أبا الحسن، لقد ازلت مافي قلبي على حذيفة بن اليمان. بكاء عمر: قيل: ان اعرابيا وقف على عمر بن الخطاب فقال: يا عمر الخير جزيت الجنه اكس بنياتي وأمهنه وكن لنا في ذا الزمان جُنّه اقسم بالله لتفعلنه فقال عمر: وإن لم افعل يكون ماذا؟ قال: اذا ابا حفص لأمضينه فقال: فإن مضيت يكون ماذا؟ قال: والله عنهن لتسألنه يوم تكون الأعطيات منة وموقف المسؤول بينهنه اما الى نار وإما جنة فبكى عمر حتى اخضلت لحيته، ثم قال لغلامه: ياغلام، اعطه قميصي هذا لذلك اليوم، لا لشعره. والله، لا أملك غيره. حسن الأخلاق: روى عبدالله بن طاهر (من خاصة المأمون) انه كان عنده يوماً، فنادى الخادم قائلاً: ياغلام.. فلم يجبه احد.. ثم كرر النداء، فدخل غلام تركي وقال في حدة: - افما ينبغي للغلام ان يأكل ويشرب... كلما خرجت من عندك تصيح يا غلام.. فنكس المأمون رأسه، ولم يشك عبدالله بن طاهر بأن الخليفة سيأمر بضرب عنق الغلام، لكنه رفع رأسه وقال: يا عبدالله، ان الرجل اذا حسنت اخلاقه ساءت اخلاق خدمه، وإذا ساءت اخلاقه حسنت اخلاق خدمه، وإنا والله لا نستطيع ان نسيء اخلاقنا لتحسن اخلاق خدمنا. عفة اعرابي: قال اعرابي من فزارة: عشقت جارية من الحي، فحادثتها سنين كثيرة، والله ما حدثت نفسي بريبة قط، سوى ان خلوت بها، فرأيت بياض كفها في سواد الليل، فوضعت كفي على كفها، فقالت: مَهْ، لا تفسد ما صلح. فارفض جبيني عرقا ولم اعد. أمنية: قال الأصمعي: رأيت اعرابياً ماسكاً بستار الكعبة وهو يقول: اللهم امتني ميتة ابي خارجة! فقلت له: يرحمك الله، وكيف مات ابو خارجة؟ قال: اكل حتى امتلأ، وشرب في الشمس ونام في الشمس، فمات شبعان ريان دفان. نساء مطلقات: ومن طرف الأصمعي ما حدثه، قال: قلت للرشيد يوماً: بلغني يا أمير المؤمنين ان رجلاً من العرب طلق خمس نسوة، قال الرشيد: انما يجوز ملك رجل على اربع نسوة فكيف طلق خمساً، قلت: كان لرجل اربع نسوة، فدخل عليهن يوماً فوجدهن متلاحيات متنازعات - وكان الرجل سيئ الخلق - فقال: الى متى هذا التنازع؟ ما اخال هذا الأمر الا من قبلك - يقول ذلك لامرأة منهن - اذهبي فأنت طالق! فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، ولو ادبتها بغير ذلك لكنت حقيقا، فقال لها: وأنت ايضاً طالق! فقالت له الثالثة: قبحك الله! فوالله لقد كانتا اليك محسنتين، وعليك مفضلتين! فقال: وأنت ايتها المعددة اياديهما طالق ايضاً. فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها اناة شديدة - ضاق صدرك عن ان تؤدب نساءك الا بالطلاق! فقال لها: وأنت طالق ايضاً! وكان ذلك بمسمع جارة له، فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه، فقالت: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك الا بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم، ابيت الا طلاق نسائك في ساعة واحدة! قال: وأنت ايتها المؤنبة المتكلفة طالق، ان اجاز زوجك! فأجابه من داخل بيته: قد اجزت! قد اجزت!. دليل براءة: جيء بأعرابي متهم ومعه دليل براءته وهو يقول: هاؤم اقرؤا كتابيه. فقيل له: هذا يقال يوم القيامة! فقال: هذا والله شر من يوم القيامة. ان يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي وأنتم جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.