في إطار ما اصطلح عليه الفلسطينيون معركة الأمعاء الخاوية، علق آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي أمس وإلى يوم الأحد، إضرابهم عن الطعام الذي بدأوه في 15 آب أغسطس احتجاجا على سوء المعاملة وانتهاك حقوقهم الانسانية من قبل سلطات السجون، كما أعلن وزير شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني والقيادة العامة للاضراب مساء أمس. وقال رئيس نادي الاسير عيسى قراقع ان الاضراب علق حتى يوم الاحد بعدما وعدت سلطات السجون بتلبية جزء من مطالب المضربين. وكان كثير من السجناء قد علقوا اضرابهم خلال الأيام الأخيرة، بينما كان آخر المضربين أمس في معتقل بئر السبع (600 سجين) وسجن نفحة بصحراء النقب (840 سجينا) وسجن هداريم بالقرب من تل أبيب (600 سجين). وشارك في الاضراب عن الطعام في الفترة الاولى نحو نصف المعتقلين الفلسطينيين الثمانية آلاف في السجون الاسرائيلية قبل ان يعلق في بعض السجون حتى يوم الأحد القادم للتأكد من ان سلطات السجون ستنفذ ما التزمت به في الاتفاق الذي ابرم امس مع الاسرى، كما تؤكد المصادر الفلسطينية وتنفي الاسرائيلية. وأفاد قراقع وكالة فرانس برس للأنباء، ان سلطات الاحتلال وعدت بوقف عمليات التفتيش المذلة وتعرية الاسرى وبالسماح بالزيارات العائلية وتحسين نوعية وجبات الطعام. كما اعطت موافقة مبدئية على استخدام الاسرى للهاتف تحت المراقبة. واكد يان دومنتيس، ناطق ادارة السجون الاسرائيلية، ان كل المعتقلين الذين كانوا مضربين عن الطعام عادوا الى تناول الطعام. إلا انه نفى ان تكون الادارة وافقت على التجاوب مع مطالب المعتقلين. وقال لم نعد بالتجاوب مع اي طلب. كانت هذه سياستنا منذ يوم الاضراب الاول، معتبرا أن المضربين ادركوا انهم لن يحصلوا على شيء عن طريق الاضراب. لكن القيادة العامة لاضراب الاسرى السياسيين في السجون الاسرائيلية، أكدت أن تعليق الاضراب تم بعد استجابة سلطات السجون الاسرائيلية للمطالب الخاصة لكل سجن على حدة. كذلك وافقت مصلحة السجون الاسرائيلية على مطلبين من المطالب العامة لكافة الاسرى في جميع السجون الاسرائيلية وهما التعليم في الجامعات العربية والغاء العزل الانفرادي للاسرى، فيما لم توافق هذه السلطات على وضع جهاز هاتف في اقسام السجون يكون تحت تصرف الاسرى، وعلى ازالة الزجاج العازل بين الاسرى وعائلاتهم وقت الزيارات. وذكرت قيادة الاضراب ان هذا الاتفاق بعد ان بادرت سلطات السجون الى التفاوض مع الاسرى. وقد بدأ التفاوض الاسبوع الماضي في سجن عسقلان ثم هذا الاسبوع مع الاسرى في سجني شطة وجلبواع وامس الأول مع الاسرى في سجن نفحة الصحراوي وامس مع الاسرى في سجن بئر السبع. ونقل موقع عرب 48 على الإنترنت، إفادة الأسيرين سمير قنطار وحسام خضر لمحامي مانديلا، بثينة دقماقالتي قامت بزيارتهم امس الخميس سجن هدريم، بأن المفاوضات مع مصلحة السجون قد بدأت منذ اليوم الاول للاضراب وعلى عكس ما كان يبثه الاعلام الاسرائيلي وان حالة التضامن الجماهيرية والمؤسساتية في الداخل والخارج كانت المحرك الرئيسي في بدء المفاوضات. كما أن اصرار وتلاحم وروح التحدي التي تمتع بها الاسرى بالتفافهم حول اللجنة القيادية للاضراب والمكونة من: الشيخ محمد ابو طير ، توفيق ابو نعيم ، النائب حسام خضر، سمير قنطار، وليد دقة، يحيى السنوار، حسن مقادمة، يونس ارشيد، روحي مشتهى، وائل فنونة، طاهر زيود وعبد الخالق النتشة قد اجبر مصلحة السجون باجراء مفاوضات مكوكية مع قيادة الاضراب. وأوضحا انه في 21 من آب أغسطس، خلال عزل قيادة الاضراب في سجن اوفيك وزج ثلاثة اسرى ( توفيق ابو نعيم ، حسام خضر و محمد ابو طير ) في زنازين انفرادية تفتقر الى شروط الحياة الانسانية، حضر كل من مسؤول الامن العام في مصلحة السجون جبسون ومدير استخبارات السجون ايتسك جباي وقائد المنطقة الوسطى نظيم وبدأوا باجراء حوار مباشر مع قيادة الاضراب ولم يتم التوصل الى نتائج واثر ذلك تم نقل قيادة الاضراب الى سجن الجلمة. وفي 31 آب أغسطس، حضر لمقابلة قيادة الاضراب في سجن الجلمة مدير مصلحة السجون ونائبه وكافة مديرية السجون في كل سجن وبدأت المفاوضات من الساعة الرابعة بعد الظهر واستمرت حتى الساعة السابعة مساء تم خلالها الموافقة على معظم المطالب الاساسية التي تتعلق بالشروط الحياتية والانسانية، أما بقية المطالب والتي تعتبرها مصلحة السجون بأن لها ابعادا أمنية وعدت بدراستها خلال اسبوعين من إنهاء الاضراب. كما تم الاتفاق على ان تقوم مصلحة السجون باعادة كل أسير عزل من قيادة الاضراب الى السجن الذي كان محتجزا فيه، لوضع كافة الاسرى بمجريات المفاوضات. وعلى ضوء اللقاء الذي جرى في سجن الجلمة تم اعادة الاسرى المعزولين فجر أمس الأول الأربعاء الى السجون التي كانوا محتجزين فيها. وأبلغ الاسيران خضر وقنطار اسرى هدريم بما جرى في اللقاء الذي تم مع مصلحة السجون العامة، واثر ذلك اتخذ اسرى هدريم قرارا بتعليق الاضراب حتى بعد غد الاحد، على ان يتناولوا السوائل فقط، وينطبق هذا القرار على كافة السجون باستثناء سجن بئر السبع حيث ان ممثلهم في قيادة الاضراب توفيق ابو نعيم قد اختلف مع ادارة السجن ببعض المطالب التي وعدت بتحقيقها اثناء لقائهم في سجن الجلمة، إلا أن أدارة سجن هدريم وافقت للاسير قنطار بأن يجري اتصالا امس مع الاسير ابو نعيم من أجل بحث المطالب العالقة، وحتى عصر أمس لم يتم التوصل الى اتفاق بتعليق الاضراب في سجن بئر السبع. وبث عرب 48 رسالة وجهها أسرى هدريم للشعوب العربية والمتضامين مع المعتقلين في سجون الاحتلال جاء فيها، لقد اثبتت روح التحدي والصمود التي تحلى بها جماهير شعبنا في الخارج وحركتنا الاسيرة داخل السجون انتصار ارادة الاسرى على سياسة التنكيل والبطش التي مورست بحقهم لسنوات طويلة وإننا نؤكد على أننا لم نوقف الاضراب إنما علقناه من أجل البدء في مفاوضات لتحسين شروط حياتنا وكرامتنا الانسانية ونتمنى ان نصل الى تفاهم حقيقي مع مديرية السجون وأن نغلق الكثير من الملفات المفتوحة والتي قد تقود الى اكثر من اضراب وتبقي حالة التوتر قائمة في السجون اذا لم يتم اغلاقها.