أضرب أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية عن الطعام أمس تضامناً مع نحو 140 أسيراً إدارياً مضربين عن الطعام منذ 28 يوماً. وقال مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة ل «الحياة» إن «5200 أسير فلسطيني في كل السجون الاسرائيلية شاركوا في الاضراب التحذيري تضامناً مع الأسرى الاداريين». ووصف حمدونة الاضراب بأنه «ناجح» ويهدف الى الضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى الاداريين المتمثلة في اطلاقهم فوراً وعدم تجديد اعتقالهم الاداري. وقال وزير الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن الإضراب التحذيري الشامل جاء للتضامن مع الأسرى الإداريين في حركة ضاغطة على حكومة الاحتلال للاستجابة لمطالب المضربين. وأضاف قراقع «أمام خطورة الوضع الصحي الذي يمر به الأسرى ونقل أكثر من 20 أسيراً إلى المستشفيات الإسرائيلية بعدما فقدوا الوعي، وزج أعداد منهم في العزل الانفرادي، واستمرار تعنت حكومة إسرائيل بالتجاوب مع مطالب المضربين، فإنه أصبح من الضروري الآن التدخل السياسي العاجل لإنقاذ المضربين وعدم تركهم تحت رحمة (جهاز الأمن العام) شاباك الإسرائيلي». وكشف قراقع، خلال كلمة في مهرجان التضامن مع الاسرى في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية نظمته وزارة الاسرى ومركز الاسرى للدراسات ونادي الأسير، عن اتصالات تجريها السلطة الفلسطينية بتعليمات من الرئيس محمود عباس مع كل الدول والأطراف المؤثرة «لممارسة الضغط إسرائيل للاستجابة لمطالب المعتقلين ومنعها من ارتكاب جريمة لا إنسانية في حقهم». وأشار إلى أن «الأسرى الإداريين معتقلون في السجون الإسرائيلية من دون إجراءات قانونية وبطريقة تعسفية بما يخالف اتفاق جنيف الرابع الذي ينص على أنه لا يجوز للمحاكم المختصة التابعة لدولة الاحتلال إصدار أي حكم إلا إذا سبقته محاكمة قانونية». واتهم قراقع إسرائيل بأنها «قررت قتل الاسرى وتركهم في إضرابهم من دون الاستجابة لمطالبهم وتمارس ضغوطاً شديدة عليهم، مخالفة بذلك كل الأعراف الإنسانية في التعاطي مع إضراب الاسرى». ودعا إلى اعتبار الأسبوع المقبل «أسبوع غضب فلسطيني شامل تضامناً مع الأسرى حيث لم يعد يحتمل السكوت على ما ينفذ في حقهم من سياسات إسرائيلية خطيرة للغاية». الى ذلك، تم نقل تسعة أسرى من سجن «نفحة»، يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام مع رفاقهم الأسرى الإداريين، إلى بئر السبع. وأوضح الأسرى في بيان أمس أن «حالاً من التوتر تسود السجن في ظل استمرار الأسرى الإداريين في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 28 على التوالي». وأكدوا استمرارهم في «تنفيذ برنامجهم النضالي المساند لرفاقهم الأسرى المضربين». وأشاروا إلى أنه في حال لم تستجب سلطات الاحتلال لمطلبهم فإن «خطوات احتجاجية أخرى سيعلنها الأسرى». تزامناً، فرضت مصلحة السجون الاسرائيلية عقوبات على الأسرى رداً على خطواتهم تمثلت في منع كل أسير يرفض تناول وجبته من زيارة العائلة مرة واحدة، وعدم السماح له بالخروج للنزهة اليومية.