يسود التوتر مدينة الفلوجة غرب بغداد بعد مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا بينهم ثلاثة أطفال وجرح تسعة آخرين في قصف جوي أمريكي استهدف منزلين بحي الجبيل السكني في الفلوجة غرب بغداد فجر أمس.. وزعم الأمريكيون أنها تستهدف مخابئ مفترضة للأردني ابو مصعب الزرقاوي في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد). وقال الطبيب سيف الدين طه من المستشفى العام في الفلوجة "تلقينا 17 قتيلا بينهم اطفال وستة جرحى جروح بعضهم بالغة".. واضاف "قد يكون بين القتلى طفلان او ثلاثة اطفال ولكن الجثث ممزقة ومن الصعب تحديد اصحابها". وفي مكان الانفجار قال شاهد العيان حسام إبراهيم (30 عاما) انه تم "العثور على ثلاثة جثث كانت مقذوفة على بعد 200 متر من مكان وقوع الصاروخين" مما يرفع الحصيلة الى 20 قتيلا.. واضاف ان "اهالي هذه الجثث شيعوا قتلاهم ودفنوهم في مقبرة الشهداء مباشرة دون الرجوع الى مستشفى المدينة". وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان الصاروخ الأول احدث حفرة بقطر بلغ حوالي 20 مترا وبعمق حوالى 10 امتار بينما احدث الثاني حفرة بقطر بلغ حوالى 15 مترا وبعمق حوالي 6 أمتار ما ادى الى تدمير منزلين مجاورين.. وقال شاهد اخر ان "اهالي الحي عملوا طوال الليل مستخدمين الايدي لاخراج الجثث المتقطعة من تحت الأنقاض"، واضاف ان "العديد من المنازل المجاورة تأثرت بفعل قوة الانفجارين اللذين أحدثهما الصاروخان كما اقتلع العديد من الأشجار". وقالت مصادر طبية عراقية إن أشلاء جثث القتلى تطايرت جراء القصف.. فيما أشار شهود عيان إلى أن أغلب الجثث أشلاء مقطعة لا يمكن أن تميز فيها النساء عن الرجال عن الأطفال، وقال إن بعضها تطاير لمسافة 50 مترا من موقع القصف حيث تم انتشال بعض الجثث أمس. وزعم الجيش الأمريكي في بيان أصدره الأربعاء أن القصف استهدف مخابئ لأتباع جماعة المدعو أبو مصعب الزرقاوي في عملية وصفها بالدقيقة. مدعيا أن أنصار الزرقاوي شوهدوا خلال النهار وهم يخرجون جثة من صندوق سيارة لدفنها في جنوب الفلوجة.. إلا أن سكان المدينة نفوا أي نشاط للمدعو أبو مصعب الزرقاوي في مدينتهم، مشيرين إلى أن أغلب الإصابات لأطفال ونساء وشيوخ وهو ما يزيد من حالة التوتر والاحتقان في المدينة.. وقالوا إن القصف الأمريكي المتواصل للفلوجة في الأشهر الماضية منذ إنهاء حصار القوات الأميركية للمدينة في أبريل الماضي خلف أكثر من 200 قتيل ودمر أكثر من 70 منزلا. وجاء هذا الهجوم الجديد بعد أن شهدت العاصمة العراقية بغداد انتخاب المجلس الوطني العراقي المؤقت في جلسته التي عقدها أمس الكردي فؤاد معصوم رئيسا له, ليكون بذلك أول رئيس برلمان منذ الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال معصوم عقب انتخابه الذي جرى برفع الأيدي إن المجلس سيعلق أعماله إلى يوم غد السبت حيث ستناقش لجنة من 11 عضوا برئاسة القاضي دارا نور الدين النظام الداخلي للمجلس وتجري التعديلات المناسبة عليه. ميدانا، أعلن عن إصابة 4 من أفراد الحرس الوطني العراقي بجروح ليلة الاربعاء الخميس في قضاء مندلي (100 كلم شرق بعقوبة) عندما القى مجهول قنبلة يدوية عند مرور دوريتهم، وقال العقيد صبحي بيرم مدير شرطة قضاء مندلي ان "رجال الحرس الوطني كانوا يقومون بدورية في حي البكر وسط مندلي عندما القى مجهول قنبلة يدوية على دوريتهم" موضحا إن "تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة الفاعلين ومن يقف وراءهم". وتشهد مدينة بعقوبة والمدن السنية المحيطة بها هجمات متكررة على القوات الاميركية وعناصر الشرطة العراقية والحرس الوطني العراقي. والاهالي يطالعون آثار الدمار