عزيزي رئيس التحرير عندما ينام الليل في حضن الرحيل ويغلفه ذلك السكون تأسرني وحشة الصمت بعيداً عن أحبة الأمس أناجي قلبي الأسير بين أمواج الحياة بعد أن أصبحت جسداً يسير بمركب دون أشرعة على مرارة الزمن وفؤاداً ينبض شوقاً لعله يمسح دموع الوداع!! يهرب نحو الأفق البعيد راسماً بذكريات الأمس القريب لحظات تألقت فيها السعادة وأوقدت شموع الأمل وما أن أسدل الوداع أستاره معلناً نهاية الرحلة حتى يدق جرس معاناتي وأصبح غير قادر على تحقيق أملي فأبحر على شواطىء الحرمان تتبعثر أحلامي وتغدو كابوسا مخيفاً يطاردني ليمضي كل شيء كنت أملكه دون عوده. ويعود الليل ليلف بثوبه الأسود مركبي الذي تهالكت أشرعته ولم يعد فؤادي يقوى على الرحيل ويبقى مركب الذكرى أجمل مراكب عمري وإن طال الغياب. فاطمة السليطين