افتتح الدكتور احمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية معرض الفنان تاد الذي يستمر في الفترة من 18 حتى 28 اغسطس الحالي تحت رعاية الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري بعنوان (تاد. ضد المعتاد) والذي غاب عن تكريمه بسبب مرضه. في البداية اكد الدكتور احمد نوار ان وشائج الحب هي ملامح العلاقة بين الفن والصحافة فقد وقع العديد من الفنانين في عشق العمل الصحفي وهجروا مراسمهم ليظهروا كمبدعين من خلف الاعمدة الصحفية لكن الفنان تاد واحد من قلة جمعوا بين الاثنين باقتدار. ويقول الفنان محسن شعلان رئيس الادارة المركزية للمتاحف والمعارض لقد عرفت (تاد) فناناً رقيقاً دمث الخلق والمشاعر وحلو العشرة و ناعم الجوار ولا نشعر بوجوده وهو معنا الا طيفاً رقيقاً يعبر عما بداخله بهمس وتواضع واستحياء في معرضه المقام حالياً بقاعة مركز النقد والابداع بمتحف احمد شوقي يهدينا اعماله لنستمتع بها ونهديه على فراش المرض باقة من الزهور البيضاء وابتسامة امل بالشفاء القريب العاجل ونرفق بها بطاقة ندون عليها استنشق الوانك.. لتشفى سريعاً. واضاف شعلان ان تاد من الفنانين المتميزين يمزج بين الاحساس الخاص بالرسم الصحفي والاحساس الخاص بالفن التشكيلي ويملك طزاجة لونية كما انه غير مستنزف في تعامله مع الخامات دون افتعال مما يجعله قريبا الى وجدان المشاهد والمتلقي البسيط فهو يخاطب جميع المستويات الثقافية ولذلك اصبح انتاجه رسالة تأخذ ملامح السهل الممتنع لتخاطب مختلف الطبقات الاجتماعية وهذا شيء عظيم يذكر لفن تاد الفنان والشاعر رقيق الاحساس. واعربت زوجته جيهان تاد عن حزنها لعدم قدرة زوجها على افتتاح المعرض بنفسه لمرضه وتلقيه العلاج بأحد مستشفيات القاهرة وقالت ان تاد فنان مفرط الحساسية ودود وعاطفي يتصرف بتلقائية وحب شديدين. وقالت ان (تاد) من مواليد 1946 وشاركت ريشته في مجلة صباح الخير المصرية منذ عام 1966 الى جانب تحقيقات مجلة روز اليوسف وطوال عشرة اعوام كانت رسومه المتميزة تصاحب رسائل باب نادي القلوب الوحيدة كما يستمر حالياً ولأكثر من عشرين عاماً في رسم لوحات باب (انا والحياة) كما نقلت لوحاته نبض وبساطة الحياة المصرية على اغلفة صباح الخير اضافة لاخراج وتنفيذ اغلفة كتب العديد من الكتاب والشعراء والقصاصين المصريين والعرب. وله خط واضح في رسم لوحات لكتب الاطفال وعمل في اغلب مجالات الاطفال المصرية والعربية وحالياً تنشر رسومه في مجلة علاء الدين وقطر الندى كما ساهم بلوحاته في فيلم (امرأتان ورجل) اخراج عام 1986 واقام في بازل بسويسرا معرضين عن الحياة اليومية للسويسريين ونقلت ريشته اسكتشات ابيض واسود من واقع الشارع المصري اسبوعياً في جريدة (الاجيبشان جازيت) لمدة خمس سنوات من عام 90 حتى 1995, بالاضافة لنحو 25 معرضاً في مصر وفرنسا وسويسرا والكويت. ويؤكد الفنان التشكيلي محمد الطراوي ان الفنان (تاد) صاحب تجربة ابداعية متميزة سواء كان في المجال الصحفي او المجال الابداعي فهو صاحب رؤية جديرة بالاحترام من خلال انغماسه في التراث المصري والشارع المصري بكل رموزه خاصة الشعبية ويمكن للمشاهد ان يسجل انطباعه من الوهلة الاولى بشكل ايجابي فهو يرسم دون وصف ويصف دون قيود وتجيء الوانه مبهجة حسب تناوله للموضوع خاصة التي تبرز الموضوعات الشعبية والتي تعكس مدى ارتباطه بالهوية المصرية خاصة عندما يتطرق في بعض الموضوعات الانطباعية الخاصة بالغوص في الشخصيات المصرية من خلال البورتريه والجسم البشري، كما انه يمتاز بالعفوية التي توحي بالطابع الفطري مما يعطي لأعماله طزاجة يشعر بها المتلقي وتجعله يتفاعل مع العمل على كافة مستوياته ويعد تاد من الفنانين الذين يشكلون الخريطة الابداعية المصرية سواء على المستوى الابداعي او المستوى الصحفي. ويقول الفنان منير نعمة الله: نشعر من خلال اعمال (تاد) بأننا نسير في قلب البيئة المصرية من خلال مجموعة من الصور البسيطة وعصرية تعكس روح الحياة في الريف المصري من خلال المزج بين العنصرين النسائي والرجالي والتعبير عن احاسيس الناس من خلال الالوان المتميزة. ويرى الفنان محمد العزبي ان (تاد) فنان متفرد في اهتماماته الشعبية وموضوعاته متنوعة ومفاجئة وخطوطه مندفعة وبها حركة وروح جريئة في التعبير لا يهتم بالتمليق والتذويق بقدر اهتمامه بنقل الفكرة بالالوان. وتؤكد الناقدة دكتورة عزة بدر ان تاد يهتم كثيراً بالحياة اليومية للمصريين في جميع اعماله بداية من المقاهي والباعة الجائلين والمرأة المصرية في عملها كبائعة وطالبة وفلاحة وجميعنا يذكر له لوحة بائع غزل البنات بألوانها المشرقة. كما تمتاز خطوطه بالبساطة والعفوية والوانه تميل للاشراق خاصة لوحته التي تعكس جماهير الناديين المصريين الكبيرين الاهلي والزمالك ولوحات بائع البطاطا والقهوجي مما يعكس اهتمامه بالطبقة البسيطة اكثر من اهتمامه بالطبقة الراقية التي لم تحتل في اعماله الا القليل.