عن دار التكوين بدمشق أصدر القاص السوري صبري رسول مجموعته القصصية الثانية (وغاب وجهها) في طبعتها الأولى 2004. حيث اشتملت على عشر قصص قصيرة كرماد الأيام وغاب وجهها وشهقة الفجر وأصابع تريد الموت وقلق الانتظار والمجانين في البرلمان وامرأة كالغروب، مصحوبة "اي القصص" ببعض الصور المعبرة عن النصوص الإبداعية بالمجموعة حيث قدم للمجموعة الشاعر والقاص السوري عمر كوجري قائلا عنها: (ورشيقا كرذاذ أيقظه ظل الذهول، وارتباكات الدهشة يحمل الصديق القاص صبري رسول طاقات ورده وسلال فاكهته، ويدلقها علينا على ذؤابات أحلامنا المهيضة. صبري بكامل شغبه يركض وراء قطيع جباله، وبين أصابعه تنبثق مياه دجلة). ومن أجواء النص، هذا المقطع من قصة شهقة الفجر: لم يستطع المرض مسح بريق سحرها وتضيء فيها بقايا تمردات جبلية منهارة وعلى تقاسيم وجهها موانىء طفولة.. لا أحد يسمع نحيبها المشنوق. نحيب استمد اختناقه من طفولتها المنسوخة من طفولة القرية. إيفا . إيفا.. أردد الاسم عشرات المرات في نفسي. استفاقت في ذاكرتي نواقيس طفولتي المتعبة بوجع الغسق، لم تمح مساحة السنين ندوب الزمن من ذاكرة الشغب.