أعطت إسرائيل موافقتها على بناء 301 مسكن في مستوطنتين تقعان في الضفة الغربية قرب القدس كما أعلنت ناطقة باسم الإدارة المكلفة شؤون الأراضي الحكومية امس الاثنين لوكالة فرانس برس. واوضحت المتحدثة ان مائتين من هذه المساكن ستبنى في مستوطنة هار-جيلو و101 اخرى في هار ادار. لكن لم يتسن لها في المقابل تأكيد معلومات اخرى نشرتها امس الاثنين صحيفة يديعوت احرونوت وتشير الى بناء مساكن اخرى في الضفة الغربية قريبا. واوضحت الصحيفة ان الادارة المكلفة بشؤون الاراضي الحكومية غيرت وضع جملة من الاراضي لتتمكن من البناء في المستوطنات الواقعة حول القدسالمحتلة وبيت لحم بالضفة الغربية وهي هار جيلو (200 وهار ادار 101 وادم 134 وعمانوئيل 98 وجيلو 36 وبيسغات زئيف 48). وكان رئيس الوزراء ارييل شارون اعطى الضوء الاخضر الاسبوع الماضي لبناء 1001 مسكن في الضفة الغربية بينما كشفت (يديعوت احرونوت) في الوقت نفسه ان وزارة الاسكان تعتزم اصدار 633 طلب استدراج عروض اضافية لبناء مساكن اخرى على هذه الاراضي. وفي الاجمال صدر هذا العام بحسب الصحيفة 2167 ترخيصا او على وشك الصدور للبناء، فيما تم بيع 908 مساكن في مستوطنات الضفة الغربية في 2003، مقابل 647 مسكنا في 2002 و917 في 2001. ويمثل عدد الابنية في الضفة الغربية هذا العام 12% من الورش فيما يشكل المستوطنون 6.3% من التعداد السكاني لاسرائيل. ويأتي الاعلان عن بناء 301 مسكن بعد ايام على اعلان مسؤول امريكي لصحيفة "نيويورك تايمز" عن تغيير في السياسة الامريكية التي اصبحت تقر الان على ما يبدو بان اسرائيل تبني مساكن في المستوطنات لمواجهة النمو الطبيعي لدى المستوطنين. واكد مصدر دبلوماسي امريكي الاحد لوكالة فرانس برس ذلك قائلا يبدو ان السياسة الرسمية الامريكية تقوم الآن على التكيف مع الواقع. وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان الادارة الامريكية اعطت موافقتها على اطلاق بناء مساكن في المستوطنات بشرط ان يتم البناء ضمن حدود هذه المستوطنات ولا يترجم عبر توسيعها. واضافت وسائل الاعلام ان هذا التغيير يهدف الى مساعدة شارون على اقناع صقور الليكود بدعم خطته للانسحاب من قطاع غزة. وكان اعضاء مؤتمر الليكود وجهوا ضربة لشارون الاسبوع الماضي عبر تصويتهم ضد انضمام المعارضة العمالية الى الحكومة، الامر الذي كان سيتيح لشارون الحصول على غالبية برلمانية لاعتماد خطته. ويقول شارون انه مقابل الانسحاب من قطاع غزة واجلاء المستوطنين الثمانية آلاف المقيمين في هذه المنطقة، سيعزز سيطرة اسرائيل على اكبر مستوطنات الضفة الغربية حيث يعيش القسم الاكبر من المستوطنين البالغ عددهم 240 الف شخص. وفي ابريل الماضي قام الرئيس الأمريكي جورج بوش ببادرة حيال شارون عبر دعم خطته واكد للمرة الاولى ان اي تسوية سلام يجب ان تأخذ في الاعتبار الوقائع الديموغرافية ملمحا الى ان الولاياتالمتحدة تقبل فكرة إبقاء ابرز المستوطنات الإسرائيلية في مكانها.