مازالت الأجهزة الأمنية تطارد الفارين من وجه العدالة من تلك الفئة الضالة من الإرهابيين الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء ، ومازال في قائمة المطلوبين بقية من أولئك الذين لم ينتهزوا فرصة العفو التي منحها لهم ولي أمر هذه البلاد ، فأبوا إلا ركوب رؤوسهم ومحاولة الاختفاء في أوكارهم هربا من رجالات الأمن ظنا منهم إمكانية الإفلات من القبضة الحديدية التي مازالت تحاصرهم وتضيق الخناق حول رقابهم ، ولم يبق أمام أولئك الذين فوتوا عليهم فرصة العفو والولوج إلى أبواب التوبة إلا مواجهة مصيرهم المحتوم. فمطاردتهم ستظل سارية المفعول إلى أن يتم القبض عليهم جميعا وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم. فقيادة هذا الوطن مصممة على اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها وتقليم أظافر الإرهابيين بعناية بالغة لتبقى هذه البلاد منذ تأسيسها على الكتاب والسنة وحتى العهد الحاضر مرتعا للأمن وواحة وارفة الظلال من الاستقرار الممتد إلى كل جزء من أجزائها المترامية الأطراف. فقد كانت المملكة وستظل بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة مضرب المثل في استتباب الأمن. فليس من الأسرار القول أن نسبة الجريمة بالمملكة مازالت متدنية للغاية ، وإذا ما قيست بالنسب العالمية فإنها تُعد من أقلها. ويعود السبب أساسا إلى أن الحالة الأمنية منذ مرحلة تأسيس المملكة دخلت ضمن التركيبة الاجتماعية للمجتمع السعودي الآمن ، فأضحت علامة فارقة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم عرفت بها بين دول العالم وشعوبه ، بل أضحى الأمن معلما من معالمها الراسخة في أذهان أمم الشرق والغرب وسمة واضحة من أبرز السمات التي عرفت بها المملكة. ولن تسمح قيادتها الرشيدة لأي كان أن يخدش هذه السمة أو يعبث بها بأي شكل من أشكال العبث ، وستظل ماضية في ملاحقة الإرهابيين إلى أن تقتص منهم وتقتلع جذورهم من هذا الوطن المستقر ، ويبقى الأمن كما كان نعمة كُبرى من النعم التي أسبغها المولى جلت قدرته على هذه الأمة يحسد عليها كل مواطن ومقيم على صعيدها الطاهر.