لم يعد أمام الفارين من وجه العدالة من تلك الفئة الضالة الباغية إلا مواجهة رجالات الأمن البواسل في هذا الوطن الآمن، فاحتواء الإرهاب عملية لا تراجع عنها ليبقى هذا البلد آمنا منذ توحيد أركانه على الكتاب والسنة وحتى العهد الحاضر، وقد أمهلهم ولي الأمر ليسلموا أنفسهم في زمن محدود انتهى أجله، فاستجاب منهم من استجاب فاستفاد من العفو، غير أن عناصر أخرى من تلك الفئة أبت إلا ركوب رأسها فتجاهلت تلك الفرصة السانحة وقبعت في أوكارها ظنا منها بقدرتها على التملص من رجالات الأمن والاختفاء عن أعين العدالة، وهو ظن في غير محله، فهم واقعون دون أدنى شك بين يدي رجال الأمن عاجلا أم آجلا، وقد تحول المواطنون بفضل الله في هذا البلد الطيب إلى رجالات أمن، فكلهم على استعداد للإدلاء بأية معلومة من شأنها أن تدل على أي وكر من أوكار الإرهابيين، فقد استشعر المواطنون الخطر المحدق بهم من ويلات ظاهرة الإرهاب، فهي لا تفرق بين مواطن أو آخر، فالجميع مستهدفون من تلك الفئة الباغية، وإزاء ذلك فإن دور المواطن في هذه الديار الآمنة المستقرة لمحاصرة تلك الظاهرة وتضييق الخناق على عناصرها هو دور حيوي وعلى جانب كبير من الأهمية.. وعلى كل مواطن تقع مسؤولية خاصة لمساعدة رجالات الأمن على أداء مهماتهم وهم يطاردون أولئك الأشرار.. ولابد من اليقظة دائما رغم ما أحرز من نجاحات مشهودة لاحتواء تلك الظاهرة وتقليم أظافر الإرهابيين بعناية بالغة في هذا الوطن، فلا مجال للإسترخاء بعد كل نجاح.. فالخطر من تلك الفئة لا يزال قائما.. ولابد من استمرارية جهود المواطنين مع رجالات الأمن حتى الوصول إلى مرحلة اجتثاث تلك الظاهرة من جذورها في هذه البلاد التي يعد الأمن فيها سمة من أبرز سمات نظام الحكم فيها.. وستظل تلك السمة الفارقة بارزة للعيان رغم أنوف الحاقدين والمغرضين والإرهابيين ومن في قلوبهم مرض.