الأمة الإسلامية تعايش اليوم حياة الهوان والذلة والفرقة نتيجة تشتت كلمتهم وتفرق صفوفهم وتنافرهم، فهانت عليهم حياتهم وتناثرت ليصبحوا في مهب الريح بعد أن عايشوا مجتمعات الفرقة والشتات. وهذه دعوة صريحة طرحتها دار طويق للنشر في عمل قيم ومتميز بعنوان (البنيان المرصوص) للكاتب أحمد بن صالح الطويان ليعد بمثابة دعوة صريحة ونداء عاجل للمصلحين والباحثين وكل من يهمهم نهضة شعوبهم لإحياء روح العزة والكرامة والجماعة، فلا صلاح للأمة دون اجتماعها وتوحدها، وهذا يوقف على الدور المأمول للمنشآت التربوية والتعليمية في تخريج جيل واع ومتميز قادر على حمل الرسالة من خلال دور الجماعة والوحدة الاجتماعية ونبذ التفرق والخلاف. العمل يتطرق إلى أخطر الأمراض التي تعترض الأمة المسلمة وتعوق مسيرتها من خلال عصر تكالب فيه الأعداء واجتمعوا للقضاء عليها، وتداعوا من كل جهة لطمس هويتها، مما يؤكد أهمية وحدة الصف وجمع الكلمة حتى لا تصبح الأمة حقل تجارب لشعارات زائفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لن تجني منها سوى التفرق والاختلاف. الكاتب وهو صاحب قلم متمرس ورؤية صائبة تضمنها عدد من مؤلفاته وبرزت من خلال دار طويق استطاع بذكائه المعهود أن يرصد لنا العديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث التي تضمنها أحد الملتقيات الثقافية بعنوان (البنيان المرصوص) لتكون بمثابة دعوة صريحة للتمسك بكتاب الله والاعتصام بحبله ولزوم جماعة المسلمين بعد أن أغرقنا العصر الحديث بأفكاره الهدامه وموروثات منحرفة أثمرت عن فتن كثيرة وحروب ومشاحنات قضت على الأخضر واليابس. الكتاب يعرض الكثير من الأمراض المزمنة التي استقرت في كيان وجسد الأمة الإسلامية فلم تجن منها إلا الدمار، ولكنه عرضها بأسلوب علمي ورصين بالجمع بين الداء والدواء ليكون العلاج شافياً.