أكدت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين المنبثقة من رابطة العالم الإسلامي، في إعلان رسمي لها من مشعر منى، أنها تتابع ما تواجهه الأمة الإسلامية من تحديات جسيمة داخلية وخارجية، وقد آلمها ما يجري اليوم في الساحة الإسلامية من فتن واضطرابات وسفك للدماء وانتهاك للحرمات بسبب الترويج لبعض المذاهب الباطلة التي تسعى إلى تشكيك المسلمين في ثوابت دينهم المعتمدة على كتاب ربهم وسنة رسولهم - صلى الله عليه وسلم - وفهم سلفهم الصالح. وأضافت بأنها تتابع باهتمام بالغ ما يجري في العراق من قتل وظلم وقهر وتشريد لأهل السنة، وأكدت أنه لا يقرُّه شرعٌ ولا عقل، وهو يتنافى مع الرسالات الإلهية والمواثيق الدولية.. ومع الأسف، لا يوجد من يحرك ساكناً لرفع هذا الظلم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وأشارت الهيئة في بيانها إلى أن نزيف الدم السوري يجري على مرأى ومَسمَع من العالم، وبعد مرور أربع سنوات متعاقبة استعمل فيها النظام الظالم كل أدوات القتل والتدمير، بما فيها الأسلحة الكيميائية والأسلحة المحرمة دولياً، والعالم يعلم ذلك حق العلم، ولا يحرك فيه ساكناً ولا يوقظ ضميراً. وإن ما يجري في اليمن اليوم بسبب التدخل الطائفي الخارجي أدى إلى سفك الدماء واستباحة الأعراض والأموال بغير رادع من دين أو خلق.
وتؤكد الهيئة أنه إذ تستشعر خطورة هذه الأوضاع، فإنها تؤكد ما يأتي:
1. مناشدة العالم بدوله ومؤسساته ومنظماته الدولية والإقليمية ضرورة رعاية حقوق الإنسان التي عبث بكرامتها العابثون، واعتدى عليها المعتدون.
2. التنديد بالتمدد الطائفي في إفريقيا وآسيا وغيرهما، والإشادة بالإجراءات الموفقة التي اتخذتها حكومات ماليزيا والمغرب والسودان في حماية أهل السنَّة منه، ومطالبة بقية البلاد السنيَّة بأن تحذو حذوها.
3. استنكار ما يجري من بعض الطوائف والجماعات من المجازفة بإطلاق أحكام التكفير والولوغ في الدماء والأموال بغير حق، واعتباره من أعظم أسباب الفتن التي توقع في الاحتراب والتنافر بين المسلمين، وأنه مدعاة لتشويه صورة الإسلام الصحيح، ويفتح الباب لأعداء الإسلام لإدراج السائرين على منهج السلف الصالح تحت الفكر المنحرف الغالي، ووصم الصالحين بالإرهاب، وتأكيد أن هذه المجموعات مزروعة في جسم الأمة من قِبل أعدائها، وأنها تفتقد العلم الشرعي والحكمة والبصيرة، وقد غررت بكثير من شباب المسلمين فالتحقوا بصفوفها غير مدركين لخطورة هذا الفكر المنحرف، فاستباحوا الدماء، وقاموا بأعمال لا تقرها شريعة ولا عقل.
4. التذكير بواجب علماء الأمة في التبيين للناس عموماً، وللشباب خصوصاً، أن الإسلام الصحيح هو الإسلام الوسط القائم على الكتاب والسنة وفقه صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن سار على نهجهم.
5. التأكيد أن حماية الدين والمحافظة على ديار المسلمين ودمائهم وأموالهم وأعراضهم من أوجب الواجبات على القادة والعلماء، وأن يكونوا يداً واحدة فيما يحقق ذلك، كلٌّ فيما يخصه.
6. ضرورة توحيد الصفوف، ونشر ثقافة الائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف، فالمسلمون أمة الجسد الواحد والبنيان المرصوص. وناشدت الهيئة المسلمين استحضار وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: "يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، فإن الله حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم".
7. مناشدة المؤسسات الإعلامية في الدول الإسلامية تنقية المحتوى الإعلامي مما يتعارض مع أخلاق الأمة وقيمها، والعمل على إبراز الصورة الحقيقية لهذا الدين بسماحته ووسطيته، تحذيراً للشباب المسلم من الانخراط في تيارات الغلو والتشدُّد.