لجأت شركات الطيران، التي ترزح تحت وطأة الارتفاع القوي لاسعار النفط، الى رفع اسعار بطاقاتها لكي تضمن مردوديتها التي خرجت للتو من ازمة دامت ثلاث سنوات، باستثناء شركات البطاقات المنخفضة الكلفة الوفية للعقيدة التجارية المتمحورة حول تقديم اسعار منخفضة. فقد اعلنت معظم شركات الطيران الكبرى هذا الاسبوع، وعلى غرار منافستيها البريطانيتين بريتيش ايروايز وفيرجين اتلانتيك وهما اول من تحرك في هذا الاطار، انها قررت فرض رسوم اضافية على سعر بطاقات السفر لمواجهة الارتفاع الخيالي في اسعار النفط. فعلى التوالي اعلنت كل من الالمانية لوفتهانزا والفرنسية-الهولندية اير فرانس- الخطوط الملكية الهولندية ، والبرتغالية اير برتغال والسويسرية سويس و الخطوط السنغافورية و كاثي باسيفيك والاسترالية كانتاس عن زيادة اسعار بطاقاتها لمواجهة ارتفاع فاتورة الوقود التي تشكل 10% من مجمل رقم اعمالها. وافاد الاتحاد الفرنسي للصناعات النفطية ان سعر لتر وقود الطائرات في بورصة روتردام (هولندا) الذي بلغ 0.218 يورو في اخر تموز (يوليو) قد سجل ارتفاعا بنسبة 42.6% منذ بداية السنة، وارتفاعا بنسبة 47.9% على مدى سنة. وحدها شركات البطاقات المنخفضة الكلفة ما زالت ترفض ان تعكس هذا الارتفاع علي اسعار البطاقات، مبقية على وفائها لعقيدتها المرتكزة على الدفاع عن الاسعار المخفضة. وقال انطوني كونسيل، الناطق باسم الجمعية العالمية للنقل الجوي (اياتا) انها كارثة. وقال لو بقي سعر البرميل عند 31 دولارا في المتوسط، لحقق القطاع توازنا هذه السنة بعد ثلاث سنوات من خسائر متراكمة بلغت 30 مليار دولار. واضاف كونسيل ان كل دولار اضافي على سعر البرميل فوق عتبة 33 دولارا، يمثل خسارة قدرها مليار دولار للقطاع. ومن جهة اخرى، فان اسعار النفط الحالية جعلت كلفة التغطية النفطية باهظة جدا، وان احتمال انخفاض الاسعار على المدى القريب يجعل اللجوء الى التغطية امرا خاسرا .