جاء دفاع مرشح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية جون كيري الاسبوع الماضي عن الادعاءات التي تشير إلى أنه لم يكن صادقا بشأن سجل خدمته العسكرية خلال حرب فيتنام ليضع مجددا السجلات العسكرية للمرشحين الرئاسيين في دائرة الضوء. وواجه كيري انتقادات لاذعة للمرة الاولى منذ بداية بث إعلانات تلفزيونية تبنتها جماعة من المحاربين القدماء تزعم فيها أن كيري لم يكن أمينا بشأن سجله العسكري في حرب فيتنام وأنه لفق الروايات والقصص ليحصل على الاوسمة والنياشين. ويأتي النزاع الجديد قبل أقل من أسبوعين فقط من المؤتمر الوطني للجمهوريين في نيويورك لاعادة ترشيح الرئيس جورج بوش في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثاني من نوفمبر المقبل. ومعظم استطلاعات الرأي حتى الان تشير إلى تساوي الكفتين في السباق وبعضها يرجح تفوق كيري بنسبة ضئيلة. ودافع كيري بغضب عن إنجازاته في فيتنام وقال إن جورج بوش سمح لمنظمة اسمها (محاربو سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة) مؤيدة له بتنفيذ أعماله القذرة عن طريق التشكيك في سجل خدمته العسكرية خلال حرب فيتنام. وقال كيري إن المنظمة تمثل واجهة لحملة بوش وعدم إدانة الرئيس لها تكشف لكم كل ما تحتاجون معرفته وهو أن الرئيس يريدها أن تنفذ أعماله القذرة . وأنكر المسئولون عن حملة بوش صلتهم بالجماعة وقال المتحدث باسم بوش سكوت ماكليلان إن السناتور كيري يعلم أن الرئيس بوش وصف خدمته العسكرية في فيتنام بأنها نبيلة . وقال ماكليلان أمس الاول قلنا مرارا إنه ليست لنا علاقة بهذه الاعلانات التلفزيونية من قريب أو من بعيد ويجب على السيناتور كيري أن يحتفظ بهدوئه حتى لا يتخذ من ذلك ذريعة للهجوم على الرئيس بلا أي أساس من الصحة. واتهم ماكليلان كيري بأنه لم يحرك ساكنا أثناء الاعلانات التلفزيونية التي شنتها جماعات الظل وأنفقت عليها ملايين الدولارات حتى يظهر الرئيس بوش في صورة سلبية أمام الرأي العام الامريكي. وأبرز كيري في عديد من المناسبات سجله العسكري الذي يتضمن حصوله على ثلاثة من أوسمة القلب الارجواني لتعرضه للاصابة أثناء القتال والنجمتين البرونزية والفضية لشجاعته أثناء الحرب وذلك من خلال أقوال العشرات من المحاربين القدامى الذين خدموا بجواره أثناء حرب فيتنام. لكن أعضاء منظمة محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة الذين خدموا أيضا بجوار كيري في فيتنام يروون قصة مختلفة في الاعلانات العديدة التي ظهرت عنهم في الاونة الاخيرة والتي يبدو أنها تتعارض مع إشارات كانوا قد صرحوا بها من قبل. ففي أحد الاعلانات يقول ضابط البحرية الاسبق جورج إيليوت إن كيري لم يكن أمينا بشأن ما حدث في فيتنام. ويقول محارب آخر إن كيري كذب من أجل الحصول على النجمة البرونزية . وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة الواشنطن بوست إن الكثيرين من المحاربين القدماء الذين ينتقدون كيري حاليا أشادوا بسجله العسكري علنا وفي وثائق فترة الحرب. وفي إعلان آخر أذيع لاول مرة يوم أمس الاول يعبر المحاربون القدماء عن غضبهم لدور كيري في معارضة حرب فيتنام بمجرد أن عاد إلى الولاياتالمتحدة حيث التحق حينئذ بالمظاهرات المناهضة للحرب. ومنذ أن ظهرت اتهامات جماعة محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة إلى حيز النور لم يعرها كيري اهتماما يذكر لكن أعضاء في فريق حملته الانتخابية كانوا يتولون الرد على هذه الاتهامات. لكن الكيل فاض بكيري يوم الخميس عندما تولى بنفسه زمام الامور وبدأ يرد بنفسه على الاتهامات الموجهة إليه. وقال كيري في كلمة له أمام الجمعية الدولية لرجال الإطفاء منذ أكثر من ثلاثين عاما تعلمت درسا مهما: عندما تتعرض للهجوم فإن أفضل شئ تفعله هو أن تدير قاربك وتواجه المهاجم. وهذا ما أنوي أن أفعله اليوم . وأضاف منذ ثلاثين عاما مضت تذكر تقارير البحرية الرسمية وكل شخص وثق خدمتي في فيتنام ومنحوني النجمة الفضية والنجمة البرونزية وثلاثة أوسمة من القلب الارجواني. منذ ثلاثين عاما مضت كانت تلك هي الحقيقة ومازالت قدمي تحمل اثار الشظية التي أصابتني أثناء الحرب إلى الان. وفي الوقت نفسه تسبب النزاع الذي أثارته جماعة المحاربين القدامي في ظهور سجل خدمة بوش العسكري على سطح الاحداث مجددا. فأشار الديمقراطيون إلى أن بوش استخدم اسم عائلته حتى يخدم في القوات الاحتياطية الموجودة داخل الولاياتالمتحدة أثناء حرب فيتنام. وكما استفاد بوش من الاعلانات التلفزيونية التي بثتها جماعة محاربي سويفت بوت القدماء من أجل الحقيقة استفاد كيري من مساندة جماعة مماثلة يطلق عليها موف أون حيث اعتادت لشهور على عرض إعلانات تتهم بوش بعدم عرض سجل خدمته العسكرية لانه يخشى من تعرضه للعقاب لدور والده البارز في السياسة الامريكية حينئذ. وأشار ماكليلان المتحدث باسم بوش أمس الاول الى إن هذه الاعلانات تدحض اتهامات كيري لحملة بوش الانتخابية. بوش في إحدى حملاته الانتخابية